2014-04-10 15:12:04

البابا فرنسيس يستقبل جماعة جامعة الغريغوريانا الحبريّة


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس في قاعة بولس السادس بالفاتيكان جماعات جامعة الغريغوريانا الحبريّة والمعهد البيبلي والمعهد الشرقي الحبري، وللمناسبة وجه الأب الأقدس كلمة رحب بها بضيوفه وقال: إن المؤسسات التي تنتمون إليها هي بعهدة الرهبنة اليسوعيّة وتشاركها الرغبة نفسها: "التجنّد لله تحت راية الصليب من أجل خدمة الرب فقط والكنيسة عروسته، بالطاعة للحبر الأعظم نائب المسيح على الأرض". ولذلك من الأهمية بمكان أن تنمي فيما بينها التعاون والتناغم محافظةً على الذكرى التاريخية وبالوقت عينه على الاهتمام بالحاضر بالنظر إلى المستقبل بإبداع وتصوّر، في بحث عن رؤية شاملة للوضع والتحديات المعاصرة وإيجاد أسلوب مشترك في مواجهتها بواسطة طرق جديدة.

تابع البابا فرنسيس يقول: أود أن أتوقف أولاً للتأمل حول جانب من التزامكم كمعلمين وتلاميذ وهو تقدير المكان حيث تعملون وتدرسون، أي المدينة وخصوصًا كنيسة روما. هناك ماض وهناك حاضر. هناك جذور الإيمان وذكرى القديسين والشهداء، ومن ثم هناك الحاضر الكنسي، والمسيرة الحاليّة لهذه الكنيسة التي ترأس بالمحبة في خدمة الوحدة والشمولية. وعلى هذا كله أن يُعاش ويُقدّر بالتزام مؤسساتي من جهة وشخصي من جهة أخرى بحسب كل فرد.

أضاف الحبر الأعظم يقول: في الوقت عينه أنتم تحملون إلى هنا تنوّع كنائسكم وثقافاتكم. وهذا هو أحد جوانب غنى مؤسسات روما الذي لا يُقدّر. فهي تقدم فرصة ثمينة للنمو في الإيمان وانفتاح العقل والقلب على أفق الكثلكة. وفي داخل هذا الأفق يأخذ الجدل بين "المركز" و"المحيط" شكلاً خاصًا، أي الشكل الإنجيلي بحسب منطق الله الذي يصل إلى "المركز" انطلاقًا من "المحيط" ليعود بعدها إلى "المحيط"!

أما الجانب الآخر الذي أريد أن أتشارك به معكم، تابع الأب الأقدس يقول، هو العلاقة بين الدراسة والحياة الروحيّة. يمكن لالتزامكم الفكري في التعليم والبحث، في الدراسة والتنشئة الواسعة أن يصبح أكثر خصوبة وفعالية بقدر ما تحركه محبة المسيح والكنيسة وبقدر ما تصبح العلاقة بين الدراسة والصلاة أكثر ثباتًا وتناغمًا. إنها إحدى تحديات عصرنا: أن ننقل المعرفة مقدمين لها مفتاح فهم حياتي كي لا تكون مجرد كومة من النظريات غير المترابطة فيما بينها. نحن بحاجة لشرح إنجيلي حقيقي لنفهم الحياة والعالم والبشر بشكل أفضل، ولجو روحي من البحث واليقين مبنيّ على حقائق العقل والإيمان. فالفلسفة واللاهوت يقدمان قناعات تبني الذكاء وتعززه وتنير الإرادة... ولكن لا يمكن لهذا النمو أن يكون خصبًا ما لم يترافق انفتاح العقل هذا بالصلاة، فاللاهوتي والفيلسوف الجيّد هو الذي ينفتح دائمًا على عظمة الله والحقيقة.

تابع البابا فرنسيس يقول: إن هدف الدراسة في كل الجامعات الحبرية هو كنسي. ويجب على البحث والدراسة أن يُدمجا بالحياة الشخصية والجماعية، بالالتزام الرسولي، بالمحبة الأخوية والمشاركة مع الفقراء وبالاهتمام بالحياة الداخلية والعلاقة مع الرب. إن معاهدكم ليست آلات تنتج لاهوتيين وفلاسفة، إنما هي جماعات للنمو. وختم الأب الأقدس كلمته بالقول: أيها الإخوة الأعزاء، أكل كل فرد منكم ودراستكم وعملكم لشفاعة العذراء مريم كرسي الحكمة وللقديس اغناطيوس دي لويولا وللقديسين شفعائكم. أبارككم وأصلّي من أجلكم وأسألكم أيضًا أن تصلّوا من أجلي!








All the contents on this site are copyrighted ©.