2014-04-06 14:41:43

البابا فرنسيس في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي: لا حدود للرحمة الإلهية


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع حشد غفير من المؤمنين غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة استهلها بالقول إن إنجيل الأحد الخامس من الصوم يروي لنا قيامة لعازَر. ذروة العجائب التي صنعها يسوع: عمل عظيم جدا وإلهي بوضوح كي يقبله الأحبار الذين إذ علموا بالأمر عزموا على قتل يسوع (راجع يوحنا 11، 53). وأضاف الحبر الأعظم أن لعازر كان ميتا منذ ثلاثة أيام عندما وصل يسوع الذي قال لمريم ومرتا كلمات طبعت ذاكرة الجماعة المسيحية للأبد "أنا القيامة والحياة، من آمنَ بي وإن مات فسيحيا، وكلّ من يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد". ومضى البابا قائلا إننا نؤمن بكلمات الرب هذه، نؤمن بأن حياة من يؤمن بيسوع ويتبع وصيته ستتحول بعد الموت إلى حياة جديدة، أبدية.

تابع البابا فرنسيس كلمته قائلا: أمام قبر صديقه لعازر، صاح يسوع بأعلى صوته "هلمَّ لعازر، فاخرُج". فخرج الميت مشدود اليدين والرجلين بالعصائب، ملفوف الوجه في منديل. وأشار الحبر الأعظم إلى أن هذه الصرخة موجّهة لكل إنسان، وهي صرخة رب الحياة الذي يريد أن "تفيض الحياة" في الجميع. إن المسيح لا يستسلم أمام القبور التي بنيناها بخيارات الشر والموت، من خلال أخطائنا وخطايانا. فهو يدعونا للخروج من القبر الذي أغرقتنا فيه خطايانا. ويدعونا بإلحاح للخروج من ظلمة السجن الذي حبسنا أنفسنا فيه، مكتفين بحياة خادعة، أنانية وسيئة. "هلمّ فاخرج": يقول لنا، لهي دعوة جميلة للحرية الحقيقية، للتمسّك بكلمات يسوع التي يكرّرها اليوم لكل واحد منا. دعوة للتحرر من "عصائب" الكبرياء، لأن الكبرياء يجعلنا عبيدا، عبيدا لأنفسنا، ولأصنام كثيرة. وتابع الحبر الأعظم قائلا: إن قيامتنا تبدأ عندما نقرر أن نطيع وصية يسوع للخروج إلى النور، إلى الحياة، وعندما تسقط الأقنعة من على وجهنا ونجد شجاعة وجهنا الأصلي، المخلوق على صورة الله ومثاله. وختم البابا فرنسيس كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي بالقول: لا حدود للرحمة الإلهية المقدمة للجميع! فالرب مستعد دائما ليزيل حجر خطايانا التي تُبعدنا عنه، فهو نور الأحياء.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجه البابا كلمة قال فيها: يتم يوم غد الاثنين في رواندا إحياء الذكرى العشرين للإبادة التي ارتُكبت ضد التوتسي في العام 1994. أودّ أن أعبّر عن قربي الأبوي من الشعب الرواندي، وأشجعه على أن يواصل بعزم ورجاء، مسيرة المصالحة التي أظهرت ثمارها، وأن يلتزم بالبناء الإنساني والروحي للبلاد. وأقول لكم "لا تخافوا! ابنوا مجتمعكم على صخرة الإنجيل، في المحبة والوئام، لأنه هكذا فقط يولد سلام دائم!.

كما وأشار الحبر الأعظم للذكرى الخامسة للهزة الأرضية التي ضربت منطقة أكويلا الإيطالية ودعا للصلاة من أجل الضحايا، ومن أجل مسيرة قيامة شعب هذه المنطقة، وقال: ليكن التضامن والولادة الروحية قوة إعادة البناء المادي. كما ورفع البابا الصلاة من أجل ضحايا فيروس "إيبولا" في غينيا والبلدان المتاخمة، وقال: ليعضد الرب الجهود في مكافحة هذا الوباء وتوفير الرعاية والمساعدة لجميع المحتاجين. 

تابع البابا فرنسيس كلمته قائلا: اقترحت الآحاد السابقة أن نحمل معنا إنجيلا صغيرا كي نتمكّن من قراءته كل يوم. ومن ثم فكّرت بالتقليد العريق للكنيسة خلال زمن الصوم، بإعطاء الإنجيل للموعوظين الذين يستعدون للمعمودية. وأودّ أن أقدم للمتواجدين اليوم في هذه الساحة ـ وكعلامة للجميع ـ إنجيلا صغيرا سيوّزع عليكم مجانا. احملوه معكم واقرؤوه يوميا: فيسوع هو من يكلّمكم! وذكّر البابا بكلمات يسوع "مجانا أخذتم فمجانا أعطوا". من الممكن اليوم قراءة الإنجيل أيضا من خلال وسائل تكنولوجية عديدة. يمكن حمل الكتاب المقدس معنا في هاتف خلوي وفي تابليت. المهم، أن نقرأ كلمة الله بجميع الوسائل، ونقبلها بقلب منفتح. 








All the contents on this site are copyrighted ©.