2014-04-03 14:51:56

البابا فرنسيس يستقبل أساقفة رواندا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة جمهورية رواندا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية وسلّمهم كلمة ضمنها تحية للكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين في أبرشياتهم، وجميع سكان البلاد التي تستعد لإحياء الذكرى العشرين للإبادة الرهيبة التي سبّبت آلاما وجراحا كثيرة لم تلتئم بعد، وأكد الحبر الأعظم أنه يرفع الصلاة من أجل الجميع، وأشار إلى أنه بعد مضي عشرين سنة على هذه الأحداث المأساوية، تبقى المصالحة وشفاء الجراح أولوية الكنيسة في رواندا، مشجعا الأساقفة على المثابرة في هذا الالتزام. وأضاف البابا أن مغفرة الإساءات والمصالحة الحقيقية قد تبدوان مستحيلتين من الناحية الإنسانية بعد آلام جمة، لكنهما عطية يمكن نوالها من المسيح، في حياة الإيمان والصلاة، حتى ولو كانت الطريق طويلة وتتطلب الأناة، الاحترام المتبادل والحوار. وأكد بعدها أن للكنيسة مكانها في بناء مجتمع رواندي متصالح، داعيا الأساقفة للمضي قدما من خلال حيوية إيمانهم والرجاء المسيحي.

تابع البابا فرنسيس مذكّرا بأهمية البقاء متحدين في المحبة كي يلمس الإنجيل القلوب بعمق وتوقف عند كلمات يسوع في إنجيل يوحنا "ليبلغوا كمال الوحدة ويعرف العالم أنك أنت أرسلتني وأنك أحببتهم كما أحببتني". كما أشار الحبر الأعظم لأهمية تعزيز علاقات الثقة بين الكنيسة والدولة وذكّر بالاحتفال في السادس من حزيران يونيو القادم بالذكرى السنوية الخمسين لإنشاء علاقات دبلوماسية بين رواندا والكرسي الرسولي، وأضاف أن الحوار البناء والصادق مع السلطات يعزز العمل المشترك من أجل المصالحة وبناء مجتمع يرتكز إلى قيم الكرامة البشرية، العدالة والسلام.

تحدث البابا في كلمته لأساقفة رواندا عن عمل الكنيسة لصالح الخير العام، وأشار للالتزام في مجال التربية والصحة مثنيا على عمل المعاهد الرهبانية مع أشخاص كثيرين من ذوي الإرادة الطيبة، لمساعدة مَن جرحتهم الحرب، في النفس أو الجسد، لاسيما الأرامل والأيتام إضافة للاهتمام بالأشخاص المسنين والمرضى والأطفال. وأكد الحبر الأعظم أن تربية الشباب تشكل مفتاح مستقبل البلاد، وذكّر بأن الشباب، وكما جاء في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "التزام أفريقيا" ـ "هم عطية وكنز من الله. وينبغي أن نحبهم، نقدّرهم ونحترمهم". ولفت البابا لواجب الكنيسة في تنشئة الأطفال والشباب على قيم الإنجيل، وشدد على أهمية تعزيز العمل الرعوي في الجامعات والمدارس، مذكّرا بارتباط الرسالة التربوية بإعلان الإنجيل.

أشار البابا فرنسيس للدور الجوهري للمؤمنين العلمانيين في عمل البشارة، وشكر معلمي التعليم المسيحي على التزامهم السخي، كما شدد على ضرورة إيلاء اهتمام كبير بتنشئة العلمانيين ومؤازرتهم في حياتهم الروحية، الإنسانية والفكرية وذكّر بضرورة الاهتمام بالعائلة، الخلية الحيوية للمجتمع والكنيسة، وأكد أن الشباب يختبرون أولا في كنف العائلات القيم المسيحية الحقيقية، الأمانة والنزاهة وبذل الذات، والتي تتيح التعرف على الفرح الحقيقي بحسب قلب الله. وفي الختام، شجع الحبر الأعظم أساقفة رواندا على تعزيز التنشئة الإنسانية والفكرية والروحية للطلاب الإكليريكيين، ودعاهم ليكونوا قريبين من الكهنة، والالتزام بتقديم تنشئة متواصلة، مانحا الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.