2014-03-26 14:51:35

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن سرّ الكهنوت


أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: لقد تسنى لنا أن نتوقف عند أسرار المعمودية والتثبيت والافخارستيا والتي تشكل معًا أسرار "التنشئة المسيحية"، حدث نعمة كبير يخلقنا مجددًا في المسيح ويفتحنا على خلاصه. هذه هي الدعوة الأساسية التي تجمع الجميع في الكنيسة كتلاميذ للرب يسوع. ولكن هناك سرّان مرتبطان بدعوتين خاصتين: الكهنوت والزواج ويشكلان دربين كبيرين يمكن للمسيحي من خلالهما أن يقدم حياته كعطية حب على مثال المسيح وباسمه ويساهم هكذا في بناء الكنيسة.

تابع البابا فرنسيس يقول: يظهر سرّ الكهنوت من خلال ثلاث درجات: الأسقفية والكهنوت والشماسية، إنه السرّ الذي يؤهل الشخص للخدمة الكهنوتية التي أوكلها الرب يسوع للرسل بأن يرعوا قطيعه بقوة روحه وبحسب قلبه. بهذا المعنى يمكن للكهنة الذين يتم اختيارهم وتكريسهم لهذه الخدمة أن يتابعوا حضور يسوع عبر الزمن. أضاف الأب الأقدس يقول: إن الذين ينالون هذا السرّ يوضعون على رأس جماعة، ولكن هذا يعني بالنسبة ليسوع أن يضعوا سلطتهم في الخدمة كما أظهر يسوع ذلك وعلمه لتلاميذه من خلال هذه الكلمات: "تعلمون أَنَّ رؤساء الأمَم يسودونها، وأَنَّ أَكابرها يتسلَّطون عليها. فلا يَكُن هذا فيكم، بل من أَراد أَن يكونَ كبيراً فيكُم، فَليكن لكم خادماً. ومن أَراد أَن يكون الأَوَّلَ فيكُم، فليكُن لكم عَبداً: هكذا ابنُ الإنسان لم يأت ليُخدم، بَل ليخدُم ويفدي بنفسه جماعة النَّاس" (متى 20، 25- 28).

تابع الحبر الأعظم يقول: هناك ميزة أخرى تأتي دائمًا من هذا الاتحاد السريّ بالمسيح وهي محبة الكنيسة. لنتأمل فيما يقوله القديس بولس في رسالته إلى أهل أفسس إن المسيح أَحبَّ الكنيسة وجاد بنفسه مِن أَجلها ليُقدسها مُطهِّرًا إِيَّاها بغسل الماءِ وكلمَةٍ تَصحَبُه، فيَزُفَّها إِلى نَفسِه كَنيسةً سَنِيَّة لا دَنَسَ فيها ولا تَغَضُّنَ ولا ما أَشبهَ ذلك. بقوة الكهنوت يكرس الكاهن نفسه لجماعته ويحبها من كل قلبه: إنها عائلته. فالأسقف والكاهن يحبان الكنيسة من خلال جماعتيهما كما أحب المسيح الكنيسة. وهذا ما يقوله القديس بولس أيضًا عن الزواج: "أَيَّها الرِّجال، أَحِبُّوا نِساءَكم كما أَحَبَّ المسيحُ الكَنيسة"، فالكهنوت والزواج هما سريّ حب كبيرين، وهما الدربين اللتين من خلالهما يسير الإنسان عادة نحو الرب.

أما الجانب الأخير، أضاف البابا فرنسيس يقول، فنجده في وصية القديس بولس الرسول لتلميذه تيموتاوس بألا يُهمل المَوهِبَةَ الرُّوحِيَّةَ الَّتي فيه وإنما ليذكيها، تِلكَ الموهبة الَّتي نالها مع وَضَعِ جَماعةِ الشُّيوخِ أَيدِيَهُم علَيه (راجع 1 تيم 4، 14؛ 2 تيم 1، 6). فعندما لا يغذي الكاهن والأسقف خدمتهما بالصلاة والإصغاء لكلمة الله والاحتفال اليومي بالافخارستيا والتقدم المتواتر من سر التوبة يفقدان معنى خدمتهما الكهنوتية والفرح النابع من الشركة العميقة مع يسوع.

وختم البابا تعليمه الأسبوعي بالقول: أود أن أنهي بفكرة راودتني الآن: ماذا يجب على المرء أن يفعل ليصبح كاهنًا؟ أين تُباع التذاكر؟ ليس هناك من تذاكر، إنما هي مبادرة من الرب، وقد يكون هنا فيما بينكم بعض الشباب الذين شعروا بهذه الدعوة في قلوبهم، هذه الرغبة بأن يصبحوا كهنة ويخدموا الآخرين، ويصرفوا حياتهم في الخدمة بالتعليم ومنح المعمودية والمغفرة والاحتفال بالافخارستيا والاهتمام بالمرضى... إن شعر أحد منكم بهذه الدعوة في قلبه فذلك لأن يسوع قد وضعها هناك، لذا اهتموا بها وصلّوا لكي تنمو وتثمر في الكنيسة!








All the contents on this site are copyrighted ©.