2014-03-22 14:32:42

البابا فرنسيس يستقبل أعضاء رابطة "كورالو"


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء رابطة "كورالو" التي تمثل شبكات الإذاعة والتلفزيون الإيطالية المحليّة وللمناسبة سلّمهم الأب الأقدس كلمة كتب فيها: أنتم "شبكة" وأريد أن أنطلق من هذه الصورة التي تجعلنا نفكر بتلميذي يسوع الأولين اللذين كانا يلقيان الشبكة في البحر لأنهما كانا صيادي سمك، فدعاهما يسوع لإتباعه وجعلهما صيادي بشر (راجع متى 4، 19). يمكنكم أنتم أيضًا بدوركم أن تكونوا "صيادي بشر" بواسطة شبكتكم التي تعانق إيطاليا بأسرها. فبوصولها إلى كل مدينة ومنطقة يمكن لمحطاتكم أن تصبح أدوات ليسمع الجميع صوت الرب.

تابع البابا فرنسيس يقول: يجعلني هذا الأمر أفكر بمشهد النبي إيليا على جبل الله حوريب (راجع سفر الملوك الأول 19، 9- 13)، عندما وقف أمام المغارة وشهد على ظواهر مقلقة: الريح العظيمة والزلزال والنار... لكن الرب لم يكلمه بأي من هذه الأشكال، وإنما بعد النار سمع إيليا "صوت نسيم لطيف" وفي هذا النسيم اللطيف سمع صوت الرب الذي يكلمه. يمكن لمحطاتكم الإذاعية والتلفزيونية أن تنقل، عبر الأثير، شيئًا من هذا الصوت ليكلم النساء والرجال الذين يبحثون عن كلمة رجاء وثقة لحياتهم. فتصبحون بهذا الشكل صوت كنيسة لا تخاف من الدخول في صحاري الإنسان والذهاب للقائه والبحث عنه في خوفه وضياعه، كنيسة تحاور الجميع حتى أولئك الأشخاص الذين ولأسباب عديدة ابتعدوا عن الجماعة المسيحية ويشعرون بأنهم بعيدين عن الله. وأضاف الأب الأقدس يقول: في الواقع إن الرب ليس بعيدًا أبدًا بل هو قريب دائمًا، وباستطاعتكم أن تساهموا في ترداد صدى ذلك "النسيم اللطيف" الذي يقول لكل منا: " المُعَلِّمُ ههُنا، وهو يَدعوك" (يوحنا 11، 28)، وهذه الدعوة تدفئ القلب!

تابع الحبر الأعظم متسائلاً: بأي شكل يمكن لشبكتكم أن تساعد يسوع المسيح في رسالته اليوم في إعلان إنجيل ملكوت الله؟ أولاً من خلال الانتباه للمسائل المهمة لحياة الأشخاص والعائلات والمجتمع، ومن خلال التعاطي مع هذه المواضيع بشكل مسؤول ومن أجل الخير العام والحقيقة. أما المساهمة الثانية التي يمكنكم أن تقدموها فهي من خلال النوعية البشرية والأخلاقية لعملكم، إذ يمكنكم أن تساهموا في تنشئة ما سماه البابا بندكتس بالـ "نظام البيئي" الإعلامي أي تلك البيئة التي تعرف كيف تجمع بين الصمت والكلمة وبين الصور والأصوات.

وهذا كله يتطلب مهنية مناسبة، تابع البابا فرنسيس يقول، ولكنه يتطلب منكم أيضًا أن تعيشوا "التواصل بنوع من الاقتراب من الآخر" ويدعوكم لتصبحوا وجه كنيسة تكون "سامريًا صالحًا" حتى من خلال الإذاعة والتلفزيون. في الواقع، إن مثل السامري الصالح يمكنه أن يكون أيضًا مثل "الشخص الذي يتواصل"، لأن من يتواصل مع الآخر يقترب منه، والسامري الصالح لم يقترب فقط من ذلك الرجل الذي ضُرب وتُرك على قارعة الطريق بل اهتم به. فمن خلال هذا المثل يقلب يسوع لنا المقاييس فالأمر لم يعد متوقفًا على اعترافي بالآخر كشخص شبيه لي وإنما على قدرتي على التشبه بالآخر. وختم الأب الأقدس كلمته بالقول: أشكركم على التزامكم وأصلي إلى الرب كي تصبح شبكتكم أكثر فأكثر خبرة اقتراب من الآخر، قادرة على منح صوت الرب الذي يدفئ القلب وينشر الرجاء والفرح!








All the contents on this site are copyrighted ©.