الذكرى السنوية الأولى لانتخاب البابا فرنسيس: مقابلة مع رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي بيترو غراسّو

أجرى القسم الإيطالي في إذاعة الفاتيكان مقابلة مع رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي بيترو غراسّو الذي علّق على أهم الأحداث والتطورات التي طبعت السنة الأولى من حبرية البابا فرنسيس ولفت إلى أن هذا الحبر الأعظم تمكن ـ خلال أشهر قليلة ـ من كسر العديد من التقاليد وتخطي الحواجز الرمزية التي تفصل بين منصب البابوية والمؤمنين. واعتبر أيضا أن البابا فرنسيس نجح في تجديد اللغة التي يستخدمها عادة البابوات، واضعا الإنسان في صلب الخطاب الديني، مع تسليط الضوء على نقاط ضعف الإنسان وقوته في إطار العلاقة مع الله. كما رأى المسؤول الإيطالي أن البابا يريد أن يوجه رسالة مشددا على أهمية ألا تبقى المبادئ والقيم الدينية ضمن إطار الصلاة والتأمل إذ ينبغي أن تصبح نمط حياة يومية مرتكزة إلى الانفتاح والثقة والتضامن والأمل.

هذا ثم اعتبر رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي أن الكنيسة الكاثوليكية اليوم باتت منفتحة، ومستعدة لمناقشة بعض الممنوعات، لكن مع الحفاظ على القيم الأساسية! وفي رد على سؤال بشأن العلاقة بين الكنيسة والدولة، شدد السيد غراسو على ضرورة أن تنفتح الدولة ومؤسساتها على العلاقة مع الكنيسة، وهذا أمر يتطلب اتخاذ خيارات شجاعة والتعرض للانتقادات أحيانا، من أجل بناء عالم من القيم والتطلع إلى مستقبل البلاد. وعبر أيضا عن ثقته بضرورة أن تلتقي القيم العلمانية مع تلك المسيحية مع الأخذ في عين الاعتبار الديانات الأخرى!

وفيما يتعلق بموافق البابا فرنسيس بشأن النظام الاقتصادي القائم حاليا وظاهرة العولمة العشوائية قال رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي إن البابا محقٌّ لأن عولمة الاقتصاد والمال في السنوات الأخيرة أسفرت عن زيادة الهوة بين الأغنياء والفقراء، كما ارتفع عدد المحتاجين في العالم، ووضعت هذه العولمة أكثر من نصف عالمنا في خدمة الأغنياء وقد استفاد الإجرام من هذا الواقع المتبدل ليزيد من تأثيره على الاقتصاد والسياسة.

ومن هذا المنطلق ـ ختم السيد غراسّو يقول ـ لا بد أن نعمل من أجل قيام عولمة الحقوق والتضامن وقبول الآخر، وينبغي أن تتحول العولمة إلى "عولمة الشرعية"، مؤكدا أن الحكومة الإيطالية الحالية تعمل في هذا الاتجاه، وهي تقوم حاليا بتحديد الأولويات التي يفرضها الوضع الاقتصادي الصعب. هذا هو الرهان الحقيقي الذي نواجهه اليوم.