2014-03-12 14:27:19

رسالة البطريرك ساكو إلى إكليروس ومؤمني الكنيسة الكلدانية في الذكرى الأولى لتنصيبه


لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتنصيبه بطريركًا على الكنيسة الكلدانية في السادس من آذار مارس وجّه صاحب الغبطة مار لويس روفائيل الأول ساكو رسالة إلى إكليروس ومؤمني الكنيسة الكلدانية في كلّ مكان. تطرقت الرسالة إلى الصعوبات التي واجهها البطريرك في قيادة الكنيسة خلال هذه السنة وما حملت من ظروف صعبة نتيجة وضع البلاد، ولكنها لم تخل من علامات رجاء صغيرة ولكنها قوية، على حدّ قول غبطته.

كتب البطريرك ساكو: أود أن أتوجه بالشكر والامتنان إلى جميع الذين قدموا تهاني وتبريكات، بمناسبة الذكرى الأولى لتنصيبي بطريركاً للكنيسة الكلدانيّة. سنة مرت وسنة بدأت، وأشعر أكثر بثقل التركة والمسؤولية الملقاة على عاتقي. مهمتي لا تبدو سهلة أبدا كما يتصورها البعض. فبلدنا لا يزال يفتقر إلى السلام والاستقرار، وشعبنا لا يزال يتألم ويفقر ويهاجر، وكنيستنا لا تزال في أماكن عديدة تعاني من مشاكل وتبعثُر: نقص في عدد الكهنة والرهبان والراهبات، وقلة في الكفاءات والقناعات، وضعف في العمل الراعوي، وبطءٌ في عملية التأوين والتجديد. فلا يكفي أن يكون المرء بطريركا أو أسقفا ليصنع العجائب، فالعجائبُ يصنعها الله وبمؤازرة الجميع.

بهذه المناسبة ـ تابع البطريرك ساكو ـ وقد بدأنا موسم الصوم الكبير، لا يسعني سوى أن أدعو الإكليروس الكلداني في كل مكان: أساقفةً وكهنةً ورهباناً وراهباتٍ إلى مراجعة الذات في اختلاء وصلاة وإصغاء إلى كلمة الله والتعمق في دعوتنا ورسالتنا، لكي نكون علامةً منظورةً لحضور الله ورحمته. الوقت الحالي يتطلب منا أن نجدد التزامنا بخدمة جميع الذين أُوكلوا إلى عنايتنا الراعوية من دون استثناء، وإنْ كنا نملك بعض المواهب أو الكفاءات، فإنما هي للخدمة وليست للاستعلاء والتمايز. لنتشبّه بتواضع المسيح وإخلاء ذاته حتى يشع هو فينا، ويشعر مؤمنونا بدفء محبتنا وخدمتنا.

هذا ثم أكد البطريرك ساكو أن البابا فرنسيس طلب منه يوم الأحد في الثالث من آذار مارس الصلاة كي يرسل الله كهنة ورهبانا وراهبات متحررين من حبّ الغرور والسلطة والمال. وتابع غبطته قائلا: حتى نتمكن من مواجهة التحديات الراهنة بصدق وشجاعة، يلزمنا روحانيّة عميقة وفكر نيّر، منفتح وشامل وحكمةٌ وحماسة للالتحاق ببعضنا كفريقِ "قضيّة" ورسالة. لنسرْ جنباً إلى جنب، ولا نتراكض للوقوف في الأمام.

عشتُ السنة الماضيّة مع معاونيّ الذين أشكرهم جداً، أوقاتًا ظلّلتها بعضُ الغيوم لكننا اختبرنا أيضًا أوقات فرح نابعةً من علامات رجاء صغيرة، لكن قويّة. من الطبيعي أن طاقة عملي وخدمتي تتعرض للضعف أحيانا، لكني أؤكد عزمي في المضيّ قدما في خدمتي بكل تفانٍ، وتطبيق برنامجي في الأصالة والوحدة والتجدد، بانتباه ورجاء. ختم البطريرك ساكو يقول: صحيح أن طريقنا طويل وشاق، لكن بمرافقة الروح القدس وبصلاتكم وصبركم وتشجيعكم وتعاونكم نقدر أن نجتاز الحواجز ونحقق الكثير. بركة الرب تشملكم دائما وأبدا!








All the contents on this site are copyrighted ©.