2014-03-11 14:19:23

مقابلة مع الكاردينال كاسبر حول كتابه "إنجيل العائلة"


يصدر خلال أيام كتاب الكاردينال والتر كاسبر بعنوان "إنجيل العائلة" والذي يحتوي على نص المداخلة الافتتاحية التي قدمها الكاردينال في الكونسيستوار الاستثنائي الذي دعا إليه قداسة البابا تحضيرًا للجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة المرتقبة من الخامس وحتى التاسع عشر من تشرين الأول أكتوبر القادم حول موضوع "التحديات الرعوية للعائلة في إطار البشارة بالإنجيل". وللمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الكاردينال كاسبر تحدث فيها عن الكتاب وعن أهم النقاط التي تطرّق لها فيه.

قال الكاردينال كاسبر: "إنجيل العائلة" يعني أن الله يحب العائلة وبأن الله قد أسسها منذ بدء الخلق: إنها أقدم مؤسسة بشريّة. ويسوع المسيح قام بأول آية له خلال عرس قانا: لقد قدّر العائلة ورفعها لتصبح سرًّا وهذا يعني أن الحب بين الرجل والمرأة يندمج  في حب الله، ولذلك فهو سرّ. وبالتالي علينا أن نعزز اليوم مجددًّا هذا الواقع في زمن تطال فيه الأزمة الاقتصادية العائلات أيضًا، كما وعلينا أن نقدم مساهمتنا لأن النسبة الأكبر من الشباب يريدون بناء عائلة ويبحثون عن علاقة ثابتة تستمر لمدى الحياة. فسعادة البشر تقوم أيضًا على الحياة العائليّة.

وفي جواب على سؤال حول الأسلوب المتساهل الذي يقترحه في كتابه تجاه العائلات التي تعيش حالات صعبة، قال الكاردينال كاسبر: أقترح في كتابي هذا طريقًا يذهب أبعد من التشدد أو التساهل: من الواضح أن الكنيسة لا يمكنها أن تتبنّى فقط الـ "وضع الحالي" وإنما علينا أن نجد حلول وسط كالتي شكلت درب الخلقية التقليدية في الكنيسة. أذكر على سبيل المثال القديس ألفونس دي ليغوري الذي أراد هذا الحل بين نقيضين وهذا ما علينا أن نجده اليوم أيضًا، إنه الدرب الذي يقترحه أيضًا القديس توما الأكويني في "الخلاصة اللاهوتية"، ولذلك لست وحدي في اقتراحي هذا. فهو ليس اقتراحًا ضد العقيدة والأخلاق وإنما هو في سبيل تطبيق واقعي للعقيدة في الوضع الحالي لنسبة كبيرة من البشر وللمساهمة في سعادة الأشخاص.

وردًّا على سؤال حول "الثورة" التي سيحدثها السينودس حول العائلة في الكنيسة، قال الكاردينال كاسبر: إنها ليست ثورة وإنما تعمق ونمو لأن عقيدة الكنيسة هي نهر ينمو كما هي أيضًا حال العقيدة حول سرّ الزواج. فكما أن المجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني ساهم في تجدد الكنيسة محافظًا على العقائد، كذلك سيكون هذا السينودس، فنحن لا نتكلم عن "ثورة" و"حداثة" في الكنيسة وإنما عن تجدّد في التطبيق الكنسي وهذا أمر ضروري وممكن.








All the contents on this site are copyrighted ©.