2014-03-04 14:39:43

رسالة الصوم لبطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك


تحت عنوان "الصوم والانتصارات الداخلية"، وجه بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم اسحق رسالته لزمن الصوم الأربعيني المقدس استهلها قائلا إن هذه المسيرة تهيئنا للدخول والاشتراك في سر آلام وموت وقيامة الرب يسوع، وصولا إلى العنصرة للانطلاق مع الرسل بقوة الروح القدس، لنكون شهودًا ليسوع القائم، شهودًا للإيمان والرجاء والمحبة، نعمل معه لبناء عالم أفضل، وأشار إلى أن الصلاة الصادقة الحقيقية لا تصدر إلاّ من قلب وديع ومتواضع يشعر أنه خاطئ، وبحاجة دائمة لرحمة الله وحنانه، يضع كل رجائه في نعمته. كم نحن في حاجة أن نعود إلى حياة الصلاة، بتواضع وقلب منسحق، حتى ندخل في علاقة عميقة مع الله.

أضاف غبطته يقول: لا تكمن قيمة الإنسان في ما يملك بل في ما يعطي ويقدمه للآخرين. وتصل قيمة العطاء إلى ذروتها عندما يعطي الإنسان ذاته على مثال يسوع. لقد وهب الله الكون والبشرية خيرات لا حد لها، لو وُزعت بالعدل، لعاش كل البشر في يسر ورفاهية. وأشار إلى أن المسيحي مدعو ومُرسل من أجل بناء عالم أفضل، عالم يرتقي نحو الله، عالم تسوده المحبة، في مواجهة تيارات مادية عاتية تعمل ضد إرادة الله. فلا يمكن لإنسان منهزم من ذاته، وفي ذاته، أن يحقق أية انتصارات، أو أن يساهم في بناء عالم أفضل، أو أن يكون مسيحيًا حقيقيًا إلا إذا انتصر أولا على ذاته وشهواته وأنانيته.

وأكد بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك أن الصوم فرصة للدخول في علاقة عميقة مع المسيح، مسيرة للتحرر من كل ما يستعبدنا. لذا فلنعط الأولوية لله في حياتنا، فنحيا في علاقة حقيقية معه تغذيها كلمته التي نتأملها ونجعلها غذاءنا اليومي. الصوم مسيرة انفتاح على الآخر والشعور به والتضامن معه. فلنتذكر أن كل ما هو لنا هو عطية مجانية من الله، وعلينا أن نشارك فيه أخوتنا المحتاجين روحيًا وماديًا. الصوم زمن توبة، والتوبة تعني شعورًا باطنيًا عميقًا بأن في حياتي كثيرًا من الأشياء التي يجب أن تُقتلع وتهدم لكي تبنى من جديد على أساس سليم يتوافق وحياة الإنجيل. فلنتصالح بعضنا مع بعض، مع ذواتنا ومع الله لنبدأ بداية جديدة بقلب جديد وفكر جديد وعلاقات جديدة. لنصلي بعضنا من أجل بعض، متحدين مع قداسة البابا فرنسيس من أجل وطننا مصر وبلاد الشرق الأوسط والعالم أجمع طالبين السلام والأمان.








All the contents on this site are copyrighted ©.