2014-03-03 14:36:44

البابا يستقبل أساقفة إسبانيا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسوليّة


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة إسبانيا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية وللمناسبة سلّمهم كلمة جاء فيها: تعانون الآن من خبرة اللامبالاة القاسية لعديد من المعمدين وعليكم أن تواجهوا ثقافة معولمة، تضع الله في زاوية من الحياة الخاصة وتُغيبه عن القطاع العام، وإنما لا يجب أن تنسوا تاريخكم الذي نتعلم منه أن النعمة الإلهية لا تنطفئ أبدًا وأن الروح القدس يتابع عمله في واقعنا بسخاء. لنثق إذًا به دائمًا وبما يزرعه في قلوب الذين أوكلوا لعنايتنا الراعوية.

تابع البابا فرنسيس: أيها الإخوة الأعزاء لا توفروا جهودكم في فتح دروب جديدة للإنجيل، تصل إلى قلوب الجميع ليكتشفوا ذاك الذي يقيم في داخلهم: المسيح الأخ والصديق. لن يصعب علينا إيجاد هذه الدروب إذا سرنا على خطى الرب الذي "لم يأت ليُخدم بل ليخدم" (مر 10، 45). فهو يعلمنا أن نصغي للجميع بمحبة ورحمة، ونبحث عما يسهم حقًا في البناء المتبادل. وخلال هذا البحث، من الأهمية بمكان ألا يشعر الأسقف بأنه وحيد، وأن يدرك أن القطيع الذي أوكل إلى عنايته يتمتع أيضًا بحس مرهف لأمور الله، ولاسيما معاونيه المباشرين، الكهنة والمكرسين والمؤمنين العلمانيين الذين كلٌّ بحسب مقدراته يساهمون في حمل شهادة الكنيسة ورسالتها.

أضاف الأب الأقدس: إن الوقت الحالي يتطلب منكم أن تضعوا كنائسكم في حالة رسالة مستمرّة لدعوة الذين ابتعدوا ولتعزيز الإيمان لاسيما لدى الأطفال. ولذلك من الأهمية بمكان أن تولوا اهتمامًا خاصًا بمسيرة التنشئة للحياة المسيحية لأن الإيمان ليس مجرد إرث ثقافي، وإنما هو عطيّة تولد من اللقاء الشخصي بيسوع ومن القبول الحر والفرح للحياة الجديدة التي يقدمها لنا. وهذا يتطلب منكم إعلانًا مستمرًا ونشاطًا دائمًا ليتطابق المؤمنون دائمًا مع حالة أبناء الله التي نالوها في العماد.

تابع الحبر الأعظم أن إيقاظ الإيمان الصادق وإنعاشه يعزز التحضير للزواج ومرافقة العائلات المدعوة لتكون المكان الأساسي لعيش الحب وخلية المجتمع الأولى التي تنقل الحياة والـ "كنيسة البيتية" حيث يُصهر الإيمان ويُعاش. إن العائلة المُبشَّرة هي أداة قوية للبشارة لاسيما وأنها تُشع بالعظائم التي صنعها الله بها، وبالإضافة إلى كونها بطبيعتها بيئة سخاء فهي تساهم في ولادة دعوات لإتباع الرب في الكهنوت والحياة المكرسة. لقد أصدرتم العام الماضي الوثيقة "دعوات كهنوتية للقرن العشرين" مُظهرين بذلك اهتمام كنائسكم الخاصة في راعوية الدعوات. إنه جانب على كل أسقف أن يضعه في المرتبة الأولى في قلبه ويحمله بالصلاة، فيتنبه في اختياره للمرشحين للحياة الكهنوتية ويُحضر فريقًا من المربين الصالحين والأساتذة الكفوئين. وأخيرًا أرغب بأن أشدد على أن المحبة وخدمة الفقراء هما علامتان لملكوت الله الذي حمله يسوع لنا. ولذلك أدعوكم لتظهروا امتنانكم وقربكم للذين وضعوا مواهبهم وأياديهم في خدمة "برنامج السامري الصالح، برنامج يسوع" (الرسالة العامة "الله محبة" عدد 31).

وختم الأب الأقدس كلمته التي سلّمها لأساقفة إسبانيا: أيها الإخوة الأعزاء تجتمعون اليوم في زيارتكم التقليدية للأعتاب الرسولية لتظهروا أواصر الشركة مع أسقف روما، أشكركم من كل قلبي على خدمتكم لشعب الله الأمين. سيروا برجاء إلى الأمام، سيروا في طليعة مسيرة التجدد الروحي والرسولي لكنائسكم الخاصة، كإخوة ورعاة لمؤمنيكم. أسألكم أن تحملوا لأبناء اسبانيا الأحباء سلامًا خاصًا من الأب الأقدس الذي يكلهم إلى عناية القديسة مريم العذراء الوالديّة ويطلب منهم أن يصلوا من أجله.       

 








All the contents on this site are copyrighted ©.