البابا فرنسيس: تحتاج الكنيسة لرعاة حقيقيين يعتنون بالقطيع الموكل إليهم

"تحتاج الكنيسة لرعاة حقيقيين يعتنون بالقطيع الموكل إليهم كل يوم وبمثابرة" هي كلمات البابا فرنسيس خلال لقاء مجمع الأساقفة أمس الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان مسلطا الضوء على أهمية رسالة المجمع ومشيرا لمعايير ينبغي أن ترشد اختيار الأساقفة، داعيا الجميع للقيام بعملهم "بمهنية وخدمة وقداسة حياة". وأضاف الحبر الأعظم أنه عند اختيار أسقف، لا نحتاج لرجل أعمال أو مدير شركة إنما لشاهد للقائم من بين الأموات، متواضع وشجاع، يشهد مع الكنيسة ولا يكون شاهدا منعزلا. 

شدد البابا فرنسيس في كلمته لمجمع الأساقفة على أهمية التجرد والتضحية في الرسالة الأسقفية لكونهما جزءا لا يتجزأ منها، وتوقف ثانية عند الفصل الأول من كتاب أعمال الرسل وصلاة الرسل "ربَّنا يا مَن يعلم قلوب الناس أجمعين. بيّن لنا مَن اخترت..." وأكد الحبر الأعظم أنه لا يمكننا الابتعاد أبدا عن هذه الكلمات، مشددا على تصرفين اثنين جوهريين "الضمير أمام الله والالتزام المجمعي".

أشار البابا فرنسيس إلى الحاجة لأساقفة يعلنون كلمة الله، لرجال صبورين، واثقين بأن الزؤان لن يملأ الحقل أبدا، وتابع قائلا: على الأسقف أن يكون "رجل صلاة"، وذكّر بما جاء في أعمال الرسل "فأطلبوا أيها الأخوة، سبعة رجال منكم لهم سمعة طيبة، ممتلئين من الروح القدس والحكمة، فنقيمهم على هذا الأمر، ونواظب نحن على الصلاة والعمل لكلام الله". وعاد بعدها الحبر الأعظم بالذاكرة للقائه السفراء البابويين في حزيران يونيو الفائت حين قدم صورة عن المرشحين للأسقفية، وأشار لضرورة أن يكونوا رعاة قريبين من الناس، ودعاء، متواضعين، رحماء، يحبون الفقر ويسهرون على القطيع الموكل إليهم.

أكد البابا أن الكنيسة تحتاج لرعاة حقيقيين، لخدام للكلمة، وتوقف بهذا الصدد عند خطاب بولس الرسول في كتاب أعمال الرسل والموجّه للمسيحيين حين قال" أستودعكمُ اللهَ وكلامَ نعمته، إنه لقادر على أن يشيدَ البنيان ويجعل لكم الميراثَ مع جميع القديسين". شدد بالتالي الحبر الأعظم على أهمية القداسة مذكّرا بالدستور العقائدي في الكنيسة حول مهمة الأساقفة "فإليهم سُلمت المهمة الرعوية كاملة، أي الاعتناء الدائم واليومي بخرافهم"، وأكد البابا فرنسيس في كلمته لمجمع الأساقفة أن رسالة الأسقف تتطلب المثابرة اليومية مسلطا الضوء على حاجة الخراف لإيجاد فسحة في قلب الراعي.