2014-02-28 15:43:05

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين بالجمعية العامة للجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين بالجمعية العامة للجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية حول موضوع "إلحاحية التربية ونقل الإيمان لشباب أمريكا اللاتينية". وللمناسبة وجه الأب الأقدس كلمة رحب بها بضيوفه وسلمهم رسالة جاء فيها: لقد أردتم في هذا العام، وفي ضوء اليوم العالمي للشباب في ريو دي جانيرو، أن تتأملوا حول واقع ملايين الشباب في أمريكا اللاتينية والكاراييب لاسيما أولئك الذين يعيشون حالات "طوارئ تربوية". فالكنيسة تريد أن تتشبه بيسوع المسيح في اقترابه من الشباب، وترغب في تذكيرهم بأهميّة إتباع المثل الذي أعطانا إياه، مثل تقدمة الذات والخدمة والمحبة المجانية والدفاع عن العدالة والحقيقة.

تابع الأب الأقدس يقول: إن الكنيسة مقتنعة بأن يسوع المسيح هو أفضل معلّم للشباب، وتريد أن تطبع فيهم عواطفه، مظهرة لهم جمال العيش على مثاله. فالذي يتعرف على يسوع بعمق لا يمكنه أن يبقى مكتوف الأيدي، بل يلتزم في أسلوب حياته ليصبح تلميذًا مرسلاً ليسوع وإنجيله ويقدم شهادة فرحة لإيمانه. أضاف الأب الأقدس يقول: يستوقفني دائمًا لقاء يسوع بالشاب الغني، وأعتقد أنه مثل جميل يعبر عن أسلوب التربية الذي يتّبعه الرب معنا. ولذلك سأتوقف لنتأمل معًا حول ثلاثة جوانب من هذا اللقاء: استقبال يسوع، إصغاؤه ودعوته لهذا الشاب لإتباعه. أولاً الاستقبال: إنه أول تصرف ليسوع وعليه أن يكون أول تصرف لنا أيضًا، لأنه أساس كل تعليم ومهمة رسولية. لقد وقف يسوع مع الشاب، نظر إليه وأحبّه: إنه عناق المحبة المجانية. وبالتالي علينا نحن أيضًا أن نقترب من الشباب في مختلف بيئات حياتهم: في المدرسة والعائلة والعمل... ونتنبّه لحاجاتهم وطموحاتهم، إذ لا يمكننا أن نتركهم على هامش الطريق لأنهم بحاجة ليشعروا بقيمتهم وكرامتهم، وبأنهم محاطون بالمحبة وأن هناك من يفهمهم.

ثانيًا، تابع البابا فرنسيس يقول، أقام يسوع حوارًا صريحًا مع ذلك الشاب، لقد أصغى لهواجسه وأوضحها له في ضوء الكتاب المقدس. فيسوع في الواقع، لا يدين أحدًا ولا يحكم على أحد مسبقًا، وبالتالي يجب أن يشعر الشباب في الكنيسة وكأنهم في منازلهم، فلا يكفي أن نفتح لهم أبواب الكنيسة فقط وإنما علينا أيضًا أن نخرج بحثًا عنهم ونمنحهم الفرصة ليشعروا بأن هناك من يصغي إليهم، لأن الكنيسة أمٌّ ولا يمكنها أن تبقى غير مبالية ودون أن تعرف همومهم وتحملها إلى قلب الله.

ثالثًا وأخيرًا، تابع الحبر الأعظم يقول، دعا يسوع الشاب لإتباعه: "اذهب وبع كل ما تملك... وتعال اتبعني" (راجع لوقا 18، 22). وهذه الكلمات لا تزال آنية في يومنا هذا وعلينا أن نقولها للشباب أيضًا، عليهم أن يعرفوا أن المسيح ليس شخصيّة مسلسلات وإنما هو شخص حي ويرغب أن يقاسمهم رغبتهم في الحياة والالتزام وتقدمة الذات. لذلك من الأهمية بمكان أن نقدم لهم أفضل ما نملك: يسوع المسيح وإنجيله، وبالتالي أفق جديد يساعدهم على مواجهة الحياة بصدق ومُثلٍ عليا. إذ لا يمكن لكنيسة أمريكا اللاتينية أن تبدد كنز شبابها مع كامل قدراتهم في تنمية المجتمع وآمالهم في بناء عائلة كبيرة من الإخوة المتصالحين بالمحبة. وفي هذه المسيرة، يخرج يسوع للقاء شبابنا، فهو يدعوهم إليه ويقدم لهم قوته وكلمته التي يجدون فيها العضد لمواجهة التحديات التي سيواجهونها، إنهم بحاجة ليصبحوا أصدقاءً للمسيح ويحملوا الإيمان حتى أقاصي الأرض، و يشعروا بدفء أمنا الكنيسة المقدسة في قبولها لهم ومرافقتهم. وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: أيها الإخوة الأعزاء، إن الشباب يعتمدون علينا فلا نخذلنَّّهم!








All the contents on this site are copyrighted ©.