2014-02-16 12:32:37

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتوقف عند عظة الجبل


تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد كالمعتاد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان تحت أشعة شمس شتائية دافئة. قال الحبر الأعظم: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير! يشكل إنجيل هذا الأحد جزءا مما يسمى بـ"عظة الجبل"، أول عظة كبيرة ليسوع. وموضوع اليوم يتعلّق بموقف يسوع إزاء الشريعة اليهودية. ويقول: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء؛ إني ما جئت لأنقض بل لأُكمل" (متى 5،17). إذا، لا يريد يسوع أن يلغي الوصايا التي أعطاها الرب بواسطة موسى، بل يريد أن يُتمّها. ويضيف قائلا إن إتمام الشريعة هذا يتطلب برّا أسمى واحتراما أصيلا (للشريعة). إنه يقول لتلاميذه "إن لم يزد برّكم على ما للكتبة والفريسيين، فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (متى 5،20).

مضى البابا متسائلا: ماذا يعني إتمام الشريعة هذا؟ وما هو هذا البر الأسمى؟ يجيبنا يسوع نفسُه من خلال بعض الأمثلة، كان يتحدث دائما بواسطة الأمثلة ليساعدنا عل الفهم ويبدأ من الوصية الخامسة: ""سمعتم أنه قيل للأقدمين: لا تقتل ... أما أنا فأقول لكم: إن كل من غضب على أخيه يستوجب المحاكمة" (متى 5، 21-22). بهذا يذكرنا يسوع بأن الكلمات أيضا يمكن أن تقتل! عندما يقال عن شخص ما إن لديه لسان أفعى، هذا يعني أن كلمات هذا الشخص تقتل. بالتالي لا يكفي عدم التعدي على حياة القريب، إذ لا بد من تجنيب الآخرين سم الغضب والتشهير، أو الثرثرة؛ فالثرثرة تقتل أيضا لأنها تقتل سمعة الأشخاص. إنها عادة قبيحة جدا! قد تبدو جميلة في البدء لكنها سرعان ما تملأ القلب بالمرارة. إني لواثق بأنه إذا ابتعد كل واحد منا عن الثرثرة يصبح قديسا في نهاية المطاف. هل نريد أن نصبح قديسين؟ هل نريد أن نتمسك بعادة الثرثرة؟ نعم أم لا؟

بعدها قال الحبر الأعظم إن يسوع يقترح على من يتبعونه كمال المحبة: محبة يكون مقياسها الوحيد، عدم وجود أي مقياس وتخطي كل الحسابات. إن المحبة حيال القريب موقف بالغ الأهمية، ويؤكد لنا يسوع أن علاقتنا مع الله لا تكون صادقة إذا رفضنا التصالح مع القريب: "فإن قدمت قربانك على المذبح، وتذكرت هناك، أن لأخيك عليك شيئا، فدع قربانك هناك أمام المذبح، وامض أولا فصالح أخاك" (متى 5، 23-24).

لذا ـ تابع البابا فرنسيس يقول ـ إننا مدعوون لمصالحة أخوتنا قبل أن نعبّر عن تعبدنا للرب من خلال الصلاة. ونفهم من كل هذا أن يسوع لا يعطي أهمية لمجرد احترام الشريعة والتصرفات الخارجية. إنه يذهب إلى جذور الناموس ويوجه النظر صوب نوايا الإنسان وقلبه، حيث تنبع أعمالنا الخيّرة والشريرة. وكي تكون تصرفاتنا صالحة ونزيهة لا تكفينا الإجراءات القانونية، إننا نحتاج إلى دوافع عميقة، إلى التعبير عن الحكمة المغفلة، حكمة الله، التي يمكن قبولها بفضل نعمة الروح القدس. ونحن ـ من خلال الإيمان بالمسيح ـ يمكن أن ننفتح على عمل الروح، الذي يجعلنا قادرين على عيش المحبة الإلهية. وفي ضوء هذا التعليم يعكس كل مفهوم معناه التام، كحاجة للمحبة، وتلتقي هذه المفاهيم كلّها في الوصية الأعظم: احبب الله من كل قلبك واحبب قريبك حبك لنفسك!

في ختام تلاوة صلاة التبشير الملائكي حيا البابا وفود الحجاج والمؤمنين، والعائلات والرعايا والشبيبة القادمين من أنحاء العالم كافة، خاصا بالذكر الحجاج القادمين من الجمهورية التشيكية المرافقين لأساقفتهم في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية بالإضافة إلى الحجاج الإسبان ومجموعة من العسكريين الإيطاليين. وتمنى للكل أحدا سعيدا وغداء شهيا!








All the contents on this site are copyrighted ©.