2014-02-13 15:37:09

البابا فرنسيس: كلمة الله قد زرعت في قلوبنا وستقودنا إلى الخلاص


"يمكن لمؤمن أن يفقد إيمانه بسبب شهواته وغروره، بينما يمكن لوثني أن يصبح مؤمنًا بفضل تواضعه"، هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال البابا إن القراءات التي تقدمها لنا الليتورجيّة اليوم تدعونا لنتأمل حول مسيرة مزدوجة: المسيرة "من عبادة الأصنام إلى عبادة الله الحي" والمسيرة المعاكسة أي "من عبادة الله الحي إلى عبادة الأصنام". استهل البابا عظته متحدثًا عن المرأة الكنعانيّة الشجاعة التي يقدمها لنا إنجيل اليوم، إنها امرأة وثنيّة لكنها تطلب من يسوع أن "يطرد الشيطان عن ابنتها". إنها أم يائسة، وأمام سلامة ابنتها وصحتها هي قادرة أن تفعل أو تطلب أي شيء، فشرح لها يسوع أنه جاء أولاً من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة ولكنه استعمل تعبيرًا قاسيًا وقال لها: "دعي البَنين أَوّلاً يَشبَعون، فلا يَحسُن أَن يُؤخذ خبز البنين، فيلقى إلى صغار الكِلاب"، لكن هذه المرأة بالرغم من أنها لم تكن متعلّمة عرفت كيف تجيبه، فهي لم تجبه بذكائها وإنما بـ" "أحشائها" الوالديّة، وبحبها لابنتها وقالت ليسوع: "نعم، يا ربّ، ولكن صغار الكلاب تأَكل تحت المائدة من فتات الأَطفال!" عظيمة هذه المرأة، لم تخف ولم تخجل ومن أجل إيمانها شفى يسوع ابنتها.

تابع الأب الأقدس يقول: لقد عرّضت نفسها لخطر أن تقدم صورة سيئة عن نفسها، ولكنها أصرّت! ومن الوثنيّة وعبادة الأصنام وجدت الصحة والشفاء لابنتها والتقت بالإله الحي. هذه هي مسيرة الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة الذين يبحثون عن الله ويجدونه. كم من الأشخاص يقومون بهذه المسيرة ويجدون الرب بانتظارهم! الروح القدس هو الذي يدفعهم ويقودهم في هذه المسيرة. ونجد يوميًّا في الكنيسة أشخاصًا يقومون بصمت بهذه المسيرة لملاقاة الرب لأنهم يسمحون للروح القدس بأن يقودهم.

أضاف الحبر الأعظم يقول: لكن هناك من يقوم بالمسيرة المعاكسة، تمامًا كالملك سليمان الذي تخبرنا عنه القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر الملوك الأوّل، لقد كان سليمان رجلاً حكيمًا وكان الله قد باركه، لقد كان رجلاً مؤمنًا يخاف الله ولكن ماذا حدث له؟ يخبرنا الكتاب المقدس: " كان في زمن شيخوخة سليمان، أن أَزواجَه ملن بقلبه، إلى ٱتّباعِ آلهةٍ غريبة، فلم يكن قلبُه مُخلصًا للرَّب إلهِه، كما كان قَلبُ داودَ أبيه. وتَبعَ سُلَيمان عَشتاروت، إِلاهَةَ الصَّيدويِّين، ومِلكوم رجس بَني عَمُّون. وصَنعَ سُلَيمان الشَرّ فَي عَينَيِ الرَّب".

تابع البابا فرنسيس يقول: لقد ضعف قلبه، ضعف وفقد إيمانه. لقد سمح ذلك الرجل الحكيم لأهوائه بأن تقوده. كان سليمان خاطئًا كأبيه داود لكن داود كان متواضعًا وعرف كيف يطلب الغفران، أما سليمان فلم يتب ولم يرتد عن خطيئته وتحول من خاطئ إلى فاسد. لقد فسد قلبه بسبب غروره وشهواته التي كانت تقوده ففقد إيمانه. فالقلب هو المكان الذي ينمو فيه الإيمان أو يُفقد. لقد نمت بذار الشهوة في قلب سليمان وحملته على الابتعاد عن الرب وقادته إلى عبودية الأصنام. وختم البابا عظته بالقول: لقد سمعنا في ترنيمة الـ "هللويا" نصيحة الله لنا: "إقبلوا الكلمة بتواضع، فالكلمة قد زرعت في قلوبكم وستقودكم إلى الخلاص". لنسر على خطى المرأة الكنعانية، تلك المرأة الوثنيّة، فنقبل كلمة الله التي زرعت في قلوبنا والتي ستقودنا إلى الخلاص.








All the contents on this site are copyrighted ©.