رسالة البابا فرنسيس إلى الكاردينال رافازي لمناسبة انعقاد الجلسة العامة الـ18 للأكاديميات الحبرية

بعث البابا فرنسيس يوم أمس الثلاثاء برسالة إلى الكاردينال جانفرانكو رافازي رئيس المجلس البابوي للثقافة ومجلس التنسيق بين الأكاديميات البابوية لمناسبة انعقاد الجلسة العامة الثامنة عشرة للأكاديميات الحبرية. وجه الحبر الأعظم تحياته الحارة إلى جميع المشاركين في الأعمال خاصا بالذكر الكرادلة والأساقفة والسفراء. ثم أوضح أن اجتماع هذا العام الذي يُعقد تزامنا مع الاحتفال بعيد القديس توما الأكويني نظمته الأكاديمية الحبرية التي تحمل اسم هذا القديس بالتعاون مع الأكاديمية البابوية للاهوت ويرمي إلى صب الاهتمام على الرسالة العامة "نور الإيمان" والإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل". وأكد البابا أنه شاء من خلال هاتين الوثيقتين أن يحمل المؤمنين على التفكير في البعد النيّر للإيمان وللرباط بين الإيمان والحقيقة، مذكرا بكلمات القديس بولس الرسول الذي أكد أن الإنسان يؤمن بقلبه (راجع روما 10، 10).

بعدها لفت الحبر الأعظم إلى أن تلامذة المسيح وغداة قيامته من بين الأموات لم يتأملوا بحقيقة داخلية أو مجردة، بل بحقيقة تجلت من خلال لقائهم بالرب القائم من الموت، تأملهم بحياته وأسراره: إنه إيمان مرئي، كما أكد القديس توما الأكويني. هذا ثم شدد البابا فرنسيس في رسالته إلى الكاردينال رافازي على أهمية أن تُعلن الكنيسة الإنجيل على عالمنا المعاصر. إن "حلم الخيار الإرسالي القادر على تجديد كل شيء" (الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" 27) يعني كل الكنيسة. وبالتالي إن الأكاديميات البابوية مدعوة أيضا إلى المشاركة في عملية التحوّل هذه من خلال تقديم إسهامها للكنيسة في هذا الإطار.

ومن هذا المنطلق حث البابا المشاركين في الجلسة العامة للأكاديميات الحبرية على وضع تعاونهم في خدمة رسالة الكنيسة بأسرها. وبغية تشجيع طلاب اللاهوت الشبان على المساهمة في تعزيز وبناء أنسنة مسيحية جديدة من خلال البحوث ـ ختم البابا رسالته يقول ـ أود أن أمنح جائزة الأكاديميات الحبرية، المكرسة هذا العام للبحث اللاهوتي ودراسة أعمال القديس توما الأكويني، مناصفة إلى البروفيسور أليساندرو كليمينسيا والبروفيسورة ماريا سيلفيا فاكّاريتسا. كما تمنى البابا أن تأتي أعمال اللقاء بالثمار المرجوة موكلا جميع المؤتمرين إلى شفاعة العذراء مريم الوالدية ومنح الكل بركاته الرسولية.