2014-01-23 12:15:57

مؤتمر جنيف اثنين: حكومة دمشق والمعارضة تتبادلان الاتهامات لكنهما تتحاوران للمرة الأولى منذ قرابة الثلاث سنوات


للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع السوري في شهر آذار مارس من العام 2011 جلس ممثلون عن الحكومة السورية وممثلون عن المعارضة إلى طاولة المحادثات في مونترو بسويسرا، في إطار ما يُعرف بمؤتمر جنيف اثنين الذي يُعقد برعاية منظمة الأمم المتحدة وبمشاركة عدد كبير من القوى الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية، مع أن إيران ـ الحليف الأبرز للرئيس الأسد ـ غابت عن أعمال القمة.

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حث الطرفين المتنازعين على طرح الاختلافات جانبا، لتقديم خدمة كبيرة للشعب السوري، كما قال. أما المعارضة السورية الممثلة في مونترو فشددت على ضرورة رحيل الرئيس السوري ، فيما أكد ممثلو النظام أن بشار الأسد سيبقى في منصبه بل اعتبروا أن مسألة تنحي هذا الأخير عن السلطة تشكل خطا أحمر لا يمكن تجاوزه. وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتهم المعارضة السورية بالخيانة وقال إن أعضاء المعارضة هم عملاء يسعون إلى تحقيق مصالح قوى خارجية موجها إصبع الاتهام إلى الدول الخليجية ـ دون أن يسميها ـ مشيرا إلى أنها تستخدم عائدات النفط لشراء السلاح وتغذية الصراع السوري.

في غضون ذلك اعتبرت المعارضة السورية أن ما يحصل اليوم في البلد العربي يُعيد إلى الأذهان الجرائم النازية الرهيبة، وطلبت إلى الوفد الحكومي السوري أن يوقع فورا على الخطة الدولية لانتقال السلطة. هذا وطالبت المعارضة الجماعة الدولية بنشر مراقبين على الأرض ليقوموا بتوثيق حالات التعذيب التي تحصل في المعتقلات السورية.

على الرغم من تبادل الاتهامات بين الطرفين يرى المراقبون أن لقاء مونترو شكل خطوة إيجابية لأنه أفسح المجال أمام الحوار وهذا ما أكده أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي لفت إلى أنها المرة الأولى التي يتحاور فيها الطرفان منذ قرابة الثلاث سنوات. وقد عبّرت عن الموقف عينه وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو التي أشارت إلى بداية عملية السلام في سورية، على رغم من كل التعقيدات والصعوبات الراهنة.

هذا وأفادت مصادر صحفية مطّلعة أنه بدءا من يوم الجمعة المقبل ستبدأ في جنيف جولات من المفاوضات بين ممثلين عن الطرفين السوريين تجري بوساطة من المبعوث العربي والأممي الخاص إلى سورية الأخضر الابراهيمي. هذا وتخللت لقاء مونترو نداءات من أجل تطبيق وقف إطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية الطارئة للسكان المحتاجين، لاسيما الطعام والأدوية بالإضافة إلى فك الحصار المفروض على بعض المناطق السورية.

من جانبه انتقد سفير سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري منظمي مؤتمر جنيف اثنين لافتا إلى حضور قرابة الأربعين وفدا، يمثّل معظمهم دولا مناوئة لسورية أو حكومات تنتهج سياسات معادية لحكومة دمشق، على حد تعبير الدبلوماسي السوري. كما لفت الجعفري إلى حاجة النظام السوري لمؤشرات مشجعة للالتزام "بصدق ونزاهة" في تطبيق مقررات مؤتمر جنيف "واحد" التي تم التوصل إليها في الثلاثين من حزيران يونيو 2012 ولم تدخل قط حيز التنفيذ. وأضاف سفير سورية لدى الأمم المتحدة أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سياسي مع "الإرهابيين" كما قال.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.