2014-01-21 18:15:05

رسالة البابا فرنسيس للمنتدى الاقتصادي العالمي


بمناسبة انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسريّة من الحادي والعشرين من كانون الثاني يناير الجاري وحتى الخامس والعشرين منه، وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة لرئيس المنتدى كلاوس شواب تمنى فيها أن يشكل هذا اللقاء مناسبة لتفكير عميق حول أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية. تمحورت رسالة الأب الأقدس حول خمسة مواضيع أساسيّة وهي كرامة الإنسان، الاقتصاد في خدمة الخير المشترك، الاندماج الاجتماعي ومكافحة الجوع والاهتمام باللاجئين. كتب البابا فرنسيس بالرغم من أن مستوى الفقر قد تم تخفيضه في بعض الحالات لكنه لا يزال يشكل غالبًا نوعًا من الإقصاء الاجتماعي، كما ولا تزال النسبة الأكبر من الرجال والنساء تختبر يوميًا انعدام الأمن وتبعاته المأساوية. لذلك وجه الحبر الأعظم نداءً لكي يعمل الاقتصاد والسياسة معًا لتعزيز مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار كرامة الشخص والخير المشترك.

تابع الأب الأقدس يقول: لا يمكننا أن نسمح بأن يموت آلاف الأشخاص يوميًّا بسبب الجوع، بالرغم من وجود كميات هائلة من الغذاء الذي غالبًا ما يُهدر. وشدد على أنه لا يمكننا ألا نتأثر بعدد اللاجئين الذين يبحثون عن ظروف حياة كريمة والذين لا تتم استضافتهم وحسب وإنما غالبًا ما يموتون خلال انتقالهم من مكان إلى آخر، وقال: أعرف أن هذه الكلمات قوية ومأساوية ولكنها تريد أن تؤكد وأن تتحدى قدرة هذا اللقاء في إحداث التغيير. ولذا تابع الحبر الأعظم يقول نحن بحاجة لحسّ مسؤوليّة متجدد، عميق وواسع النطاق من قبل الجميع، لنخدم الخير المشترك بشكل أكثر فعّالية ونجعل خيور هذا العالم في متناول الجميع.

هذا وذكّر البابا فرنسيس بكلمات البابا بندكتس السادس عشر في رسالته العامة "المحبة في الحقيقة" مشددًا على أن المساواة لا يجب أن تكون اقتصادية فقط وإنما عليها أن ترتكز على "رؤية متصاعدة للشخص البشري" لنتمكن عندها من الحصول على "توزيع أفضل للثروات وخلق فرص عملٍ   وتعزيز شامل للفقراء يتخطّى ذهنيّة الإعانة الصرفة. وختم الأب الأقدس رسالته بالقول: أسألكم أن تعملوا لكي تَخدُم الثرواتُ البشريّةَ لا أن تستعبدها، وذلك في منظار مقاربة خلقيّة نكون إنسانيّةً حقًّا وينتهجها أشخاص نزهاء وصادقون، تحركهم المُثُل العليا للإنصاف والسخاء والاهتمام بالنمو الحقيقي للعائلة البشريّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.