2014-01-05 14:10:00

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله. كانَ في البَدءِ لَدى الله. بِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمَّا كان. فيهِ كانَتِ الحَياة والحَياةُ نورُ النَّاس والنُّورُ يَشرِقُ في الظُّلُمات ولَم تُدرِكْه الظُّلُمات. ظَهَرَ رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله اِسْمُه يوحَنَّا جاءَ شاهِداً لِيَشهَدَ لِلنَّور فَيُؤمِنَ عن شَهادتِه جَميعُ النَّاس. لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور. كان النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إِلى العالَم كانَ في العالَم وبِه كانَ العالَم والعالَمُ لَم يَعرِفْهُ. جاءَ إِلى بَيتِه. فما قَبِلَه أَهْلُ بَيتِه. أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله: فهُمُ الَّذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِن رَغبَةِ لَحْمٍ ولا مِن رَغبَةِ رَجُل بل مِنَ اللهِ وُلِدوا. والكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا فرأَينا مَجدَه مَجداً مِن لَدُنِ الآبِ لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ. شَهِدَ له يوحَنَّا فهَتف: "هذا الَّذي قُلتُ فيه: إِنَّ الآتيَ بَعْدي قد تَقَدَّمَني لأَنَّه كانَ مِن قَبْلي". فمِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا وقَد نِلْنا نِعمَةً على نِعمَة. لأَنَّ الشَّريعَةَ أُعطِيَت عن يَدِ موسى وأَمَّا النِّعمَةُ والحَقّ فقَد أَتَيا عن يَدِ يسوعَ المسيح. إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه. (يوحنا 1، 1- 18)

 

للتـأمل

قراءة من وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني: رسالة الابن

لكي يوطِّد اللهُ السلام، أي الشركة معه، والتوافقَ الأخوي بين البشر، وهم الخطأة، قرّر أن يدخلَ في تاريخِ البشر دخولاً جديداً ونهائياً، فأرسل ابنَه في الجسد البشري، لكي ينتزع به البشر من سُلطان الظلمة ومن الشيطان (كول1: 13، أع 10: 38)، ويُصالحَ به العالم (2 كو5: 19)، وهذا الذي أنشأ به الأجيال أقامه وارثاً لكلّ شيءٍ لكي يجدّد به كلَّ شيء (أف1: 10).

فالمسيح يسوع أُرسِلَ إلى العالم وسيطاً حقيقياً بين الله والبشر. وبما أنه الله فكلّ ملءِ اللاهوت يحلّ فيه جسدياً (كول 2: 9)، وهو في طبيعته البشرية آدم الجديد، أُقيمَ رأساً للبشرية المتجددة، مملوءاً نعمة وحقاً (يو1: 14). وهكذا جاء ابن الله عن طريقِ التجسد الحقيقي حتى يُشرك البشر في الطبيعة الإلهيّة، وصار من أجلنا فقيراً، وهو الغني، لكي نستغني بفِقره (2 كو8: 9). لم يأتِ ابن البشر لِيُخدَم، بل ليَخدُمَ هو نفسه، ويبذلَ نفسَه فداءً عن كثيرين أي عن الجميع (مز 10: 45). والآباء القديسون يُعلنون دائماً أن من لم يَنَلْهُ المسيحُ بفدائِه لم يُعافَ. وقد اتّخذ الطبيعة البشرية كاملةً كتلك التي فينا نحن التاعِسين والفقراء، ما خلا الخطيئة (عب 4: 15، 9: 28). وقد قال المسيح عن نفسه، هو الذي قدّسَه الآب وأرسله إلى العالم (يو10: 36): "روحُ الرب عليَّ، لأنه مسحني وأرسلني لأبشّر المساكين، وأشفي منسحقي القلوب، وأنادي للمأسورين بالتخلية، وللعميان بالبصر" (لو4 : 18)، وقال  أيضاً "إن ابن البشر قد جاء ليطلبَ ما قد هلك، ويخلّصه" (لو 19: 10).

فما بشّر به الرب أو ما تمَّ فيه لأجل خلاص جنس البشر يجب أن يُعلن ويُنشر إلى أقاصي الأرض (أع 1 : 8) ابتداءً من أورشليم (لو24: 47)، بحيث إنّ ما تمّ مرة واحدة لأجلِ خلاص البشر يمتد أثره في جميع البشر على مرِّ العصور. (قرار مجمعي في نشاط الكنيسة الإرسالي، عدد 3)








All the contents on this site are copyrighted ©.