عظة البابا خلال احتفاله بصلاة الغروب في البازيليك الفاتيكانية مساء أمس الثلاثاء

ترأس البابا فرنسيس مساء أمس الثلاثاء صلاة الغروب في البازيليك الفاتيكانية عشية الاحتفال بعيد القديسة مريم والدة الله ورأس السنة الميلادية. تخللت الاحتفال الديني عظة للحبر الأعظم استهلها مشيرا إلى أنه مع مجيء يسوع حل ملء الزمان وملء الخلاص ولفت إلى أن الإجابة التي نعطيها اليوم لله الذي أحبنا بواسطة يسوع المسيح تؤثر على مستقبلنا. بعدها أكد البابا أن النظرة البيبلية والمسيحية للزمن والتاريخ تشكل مسيرة إلى الأمام والعام الذي يمر ليس واقعا ينتهي بل يشكل خطوة إضافية إلى الأمام نحو الهدف، هدف الرجاء والسعادة، لأننا سنلتقي بالله، سبب رجائنا ومصدر فرحنا. وفي ختام العام 2013 ـ قال البابا ـ نقدم للرب كل اللحظات التي عشناها متسائلين كيف عشنا الوقت الذي منحنا إياه الله؟ هل استخدمناه لصالح أنفسنا أم لصالح الآخرين ولصالح الله أيضا؟ كما نفكر أيضا بمدينة روما التي نعيش فيها، ونتساءل: هل ساهمنا في تحسين المدينة، وجعلها أنيقة ومضيافة؟

بعدها أكد البابا أن روما مدينة فريدة بجمالها، وتتمتع بإرث روحي وثقافي خارق العادة. مع ذلك يوجد في روما أشخاص كثيرون يعانون من البؤس المادي والمعنوي والفقر والألم وأوضاعهم هذه تحاكي ضمير المسؤولين والمواطنين على حد سواء. ثم أكد الحبر الأعظم أن روما هي أيضا مدينة تعج بالسياح وباللاجئين أيضا. يوجد فيها أشخاص كثيرون يعملون وآخرون عاطلون عن العمل، أو يعملون في ظروف لا تليق بهم.

وتساءل البابا ماذا يسعنا أن نفعل خلال العام الجديد لتحسين مدينتنا؟ وقال إن روما ستصبح أكثر جمالا إذا ما كانت أكثر إنسانية وإذا ما كنا أسخياء حيال من يعانون من الصعوبات وإذا عرفنا كيف نتعاون بروح بنّاء وتضامني من أجل خير الجميع. كما أكد أن كنيسة روما ملتزمة في تقديم إسهامها لصالح حياة المدينة ومستقبلها، وتسعى إلى إحيائها بواسطة خميرة الإنجيل كعلامة وأداة لرحمة الله.

ختم الحبر الأعظم عظته قائلا إننا نختتم هذا المساء العام 2013 رافعين الشكر للرب على ما منحنا إياه، وعلى صبره وعلى أمانته التي تجلت في ملء الزمان من خلال ولادة ابنه يسوع المسيح. وسأل البابا فرنسيس والدة الله أن تعلمنا كيف نقبل الإله المتجسد، كي يكون كل عام وكل شهر وكل يوم مفعما بمحبته الأبدية.