2014-01-01 15:35:19

البابا فرنسيس يترأس القداس الإلهي احتفالا بعيد القديسة مريم أم الله


ترأس البابا فرنسيس عند العاشرة من صباح اليوم الأربعاء الأول من كانون الثاني يناير 2014، القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس، احتفالا بعيد القديسة مريم أم الله، ولمناسبة اليوم العالمي السابع والأربعين للسلام تحت عنوان "الأخوة، الأساس والطريق للسلام". وألقى الحبر الأعظم عظة استهلها من القراءة الأولى من سفر العدد "يباركُكَ الرب ويحفظُكَ، ويضيءُ الربُّ بوجههِ عليكَ ويرحمُكَ، ويرفع الربُّ وجهَهُ نحوكَ ويمنحُكَ السلام". وأضاف البابا: لمن المعبّر أن نصغي مجددا لكلمات البركة هذه مع بداية عام جديد. فهي كلمات قوة وشجاعة ورجاء. ليس برجاء وهميّ، يرتكز لوعود بشرية هشة؛ وليس برجاء بسيط يتصوّر مستقبلاً أفضل لمجرّد كونه مستقبلاً. فهذا الرجاء يكمن في بركة الله. بركة تحتوي الأمنية الأكبر، أمنية الكنيسة لكل واحد منا، والممتلئة حماية الرب وعونه الإلهي.

أشار الحبر الأعظم إلى أن "أم الله"، هو اللقب الأساسي والجوهري للعذراء. يتعلق بصفة، بدور أدركه دائما إيمانُ الشعب المسيحي في إكرامه الحنون للأم السماوية. وتابع البابا فرنسيس مذكّرا بمجمع أفسس الذي تم خلاله تحديد الأمومة الإلهية للعذراء. كما أن الحقيقة حول الأمومة الإلهية لمريم وجدت صدى في روما، حيث، وبعد فترة، بُنيت بازيليك القديسة مريم الكبرى، أول مزار مريمي في روما والغرب بأسره، حيث يتم إكرام أيقونة مريم أم الله، خلاص الشعب الروماني.

مضى الحبر الأعظم قائلا إن مريم حاضرة دائما في القلب والتقوى لاسيما في مسيرة إيمان الشعب المسيحي. "فالكنيسة تسير على مر الزمن. وتتقدم في مسيرتها متبعة المسيرة التي قامت بها مريم العذراء". إن مسيرتنا في الإيمان مماثلة لمسيرة مريم، ولهذا نشعر خصوصا بقربها منا! وأكد البابا في عظته أن مسيرتنا في الإيمان مرتبطة بشكل لا ينفصم عن مريم، مذ أعطانا إياها يسوع وهو على الصليب أمًّا قائلا "هذه أمُّكَ!" (يوحنا 19، 27). ومذ ذاك الحين، أصبحت أم الله أمَّنا أيضا! وحين اضطرب إيمان التلاميذ بسبب مصاعب وشكوك كثيرة، أوكلهم يسوع إلى تلك التي كانت أول من آمن، ولم تفقد الإيمان قط. وأشار الحبر الأعظم إلى أن المرأة التي، وفي عرس قانا الجليل، قدمت تعاونها في الإيمان لإظهار عظائم الله في العالم، أبقت عند الصلب شعلةَ الإيمان بقيامة الابن مضاءةً، ونقلتها بمحبة والدية للآخرين. وأضحت مريم هكذا ينبوع رجاء وفرح حقيقي!

وختم البابا فرنسيس عظته في بازيليك القديس بطرس قائلا: إن أم الفادي تتقدمنا وتثبتنا دائما في الإيمان، والدعوة والرسالة. وبمثلها، مثل التواضع والانفتاح على مشيئة الله تساعدنا لنترجم إيماننا في إعلان فرحٍ للإنجيل. وهكذا تصبح رسالتنا مثمرة لكونها مقتدية بأمومة مريم. نكل إليها مسيرتنا في الإيمان، رغبات قلبنا، احتياجاتنا، حاجات العالم كله لاسيما الجوع والعطش للعدل والسلام؛ ولنبتهل إليها جميعا قائلين: يا أم الله القديسة!








All the contents on this site are copyrighted ©.