2013-12-26 10:16:22

رسالة عيد الميلاد لبطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا ابراهيم اسحق


تحت عنوان "ميلاد المسيح مصالحة شاملة. نسألكم باسم المسيح أن تتصالحوا مع الله"، وجه بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا ابراهيم اسحق رسالته لعيد الميلاد المجيد 2013، قال فيها "بميلاد المسيح، عمانوئيل، أي الله معنا، بدأت البشرية مسيرة جديدة، هكذا أحب الله العالم حتى يحب كل إنسان عالمه ومجتمعه، تنازل الله في كلمته وصار إنساناً ليعلن سمو الإنسان، وسمو دعوة الحياة الإنسانية. إنها في الأساس دعوتنا في هذا العيد للمصالحة الشاملة: مصالحة مع الله، مع القريب، مع ذواتنا.

وأضاف غبطته"ولد المسيح حباً في الإنسان، وعاش في خدمته، ونشر تعاليمه ليقوده إلى الحق والنور، فالمسيح هو نور العالم ساوى بين البشر جميعا في الكرامة، لا تمييز بين إنسان وإنسان بسبب الجنس أو الحسب أو العلم أو القوة، طوب البسطاء وفقراء الروح والساعين إلى التقوى والقداسة، صالح الإنسان مع خالقه بأن كشف له محبة الآب الخالق، ورحمته الواسعة... ليس هناك شرح لسر التجسد إلا محبة الله للإنسان، فقد تحققت نبؤات العهد القديم، ولد المسيح، فاتحدت السماء بالأرض، وتنازل الله ليحتضن الإنسان؛ تُرى أيدرك إنسان هذا العصر مدى حب الله له؟

وتابع بطريرك الأقباط الكاثوليك يقول إن ميلاد المسيح هو دعوة لنا كي نتصالح مع ذواتنا، وتقوم هذه المصالحة في اعتراف الإنسان بخطيئته، وقبوله سر المغفرة المجاني، هذه إمكانية ولادة جديدة وخلق جديد، تسمح للشّخص بأن يحيا بطريقة جديدة مختلفة عمّا كانت من قبل. خلق جديد وليس مجرد تحسين سلوك أو تصرفات أو طبع إنساني، خلق جديد بروح جديد وطبيعة جديدة، تحيا في سلام مع الله، ومع الذات وترى في القريب صورة المسيح؛ "فمن كان في المسيح فهو خليقة جديدة".

هذه الولادة الجديدة التي نلناها بفضل المعمودية تنمو وتتجدد فينا من خلال مسيرتنا المستمرة، ككنيسة، في قبولنا سر الاعتراف. إنه غاية في الأهمية أن نكتشف من جديد عظمة وقدرة هذا السر الذي ينمو فينا مع سر الافخارستيا ثمرة عمادنا ويحققه... جاءت مسيرة المسيح على الأرض خلقاً جديداً لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان. فقيمة الإنسان هي في ذاته، لا فيما يملك من أسباب القوة والمال والسلطة. لذا ولد المسيح في مغارة بعيداً عن كل مظاهر التملك، عاش في أسرة متواضعة ومكافحة، فانتمى هكذا إلى الإنسان العامل الشريف الذي يتعامل مع الطبيعة والمادة في صبر وثقة، نابعين من ضمير نقي.  لقد حمل رسالته إلى الضمير الإنساني، ليوقظه، فلا صلاح لإنسان إلا بصلاح ضميره ونقاء سريرته وتوهج روحه بالخير، ولا صلاح لمجتمع إلا بوحدة أبنائه وترابطهم وتعاونهم على الخير...

وختم بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا ابراهيم اسحق رسالته بالقول: إن ميلاد المسيح فرصة لنا جميعا، لنتساءل مع ذواتنا عن طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض، في عائلاتنا، في وطننا، تجاه الخير العام: هل محبة الله ومحبة القريب كوصية هي الأساس في تصرفاتنا؟ هل هي الدافع الحقيقي للمصالحة واللقاء بالآخر. لذا ننتهز احتفالنا بميلاد المسيح لنجدد هذه الوصية في حياتنا لنعيش مصالحتنا مع الله ومع ذواتنا والقريب. أحبائي، ولد المسيح، افرحوا ، تصالحوا ، كونوا سفراءه أينما كنتم.








All the contents on this site are copyrighted ©.