2013-12-26 12:29:38

البطريرك طوال: أيها الطفل الإلهي انظر إلى الأرض المقدسة


في عظته مترئسا قداس ليلة عيد الميلاد في كنيسة المهد، قال بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال: من بيت لحم انطلقت رسالة الخلاص والسلام وإلى رسالة بيت لحم يجب أن نعود. اذ في هذه الليلة، يتجدد الوعد الإلهيّ. في مثل هذه الليلة صدحت جوقات الملائكة المجيدة "المجد لله في العلى! وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة"، ونحن بدورنا مدعوون الى التفاؤل والانضمام إلى جوقات الملائكة هذه، فنجعل من أرضنا أرض الرسالات السماوية، أرض سلام وأرض حجّ وبركة لكل الناس.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية القدس للاتين، أضاف البطريرك طوال يقول: سلام المسيح سلام شامل وعادل. هو سلام يجعلنا نرى في كل شخص خليقة الله. سلام يعطي الحياة للناس، سلام لا يتغذى بالعنف... نعيش في الأرض المقدّسة وضعًا صعبًا لا يبدو له حلّ في القريب العاجل، وضعا صعبا نلمس آثاره على جميع سكان الأرض المقدّسة وعلى المسيحيّين مثل غيرهم. هذا الواقع المؤلم يثير في نفوسنا تساؤلات عديدة ويبثّ في قلوبنا مخاوف كثيرة حول مستقبل وجودنا، وحول مصيرنا في هذه الأرض. ونحن بحاجة الى جواب الإيمان على هذه التساؤلات والمخاوف. الجواب ليس في الهجرة والرحيل ولا في القوقعة والانغلاق. الحلّ هو أن نبقى هنا ونعيش هنا ونموت هنا. أرضنا مقدسة، وتستأهل لا بل تستوجب البقاء فيها لأن بقاءنا دعوة الهية وبركة وامتياز لنا جميعا. وهنا ستظلّ شعلة الإيمان مُنيرة كنجمة المشرق، تضيء الطريق لنا وللآخرين.

وختم بطريرك القدس للاتين عظته في كنيسة المهد قائلا: أيها الطفل الإلهي يا ربّ الصلاح والرحمة، أُنظر إلى الارض المقدسة والى شعوبها في فلسطين واسرائيل والأردن، وإلى كل شعوب الشرقِ الأوسط، أمْنن علينا وعليهم بالمصالحة فيصالح كل إنسان أخاه في الإنسانية، فنكون بأجمعنا إخوة لا بل ابناء لآب سماوي واحد، ربّ جميع البشر وفوقهم جميعا.

إلى ذلك، وفي عظته مترئسا قداس عيد الميلاد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "هيّا بنا إلى بيتَ لحم لنرى الكلمة" (لو2: 15). هي الكلمة محور الميلاد ومحور تاريخ البشر الخلاصي. كتب عنها يوحنا الحبيب في مطلع إنجيله: "في البدءِ كان الكلمة. والكلمة كان مع الله، وكان الكلمةُ الله. به كلُّ شيءٍ كُوِّن، وبدونِه لم يكن شيء ممّا كان... والكلمةُ صارَ بشرًا وسكنَ بيننا، مملوءًا نعمةً وحقًّا". أسرع الرعاةُ إلى بيتَ لحم لكي يَرَوا الكلمة، فرأَوْها "طفلاً مُضجعًا في مذود". ولما شاهدوا "أخبروا بالكلمة" التي قيلت لهم"، ثمّ رجِعوا وهم يمجّدون الله ويسبّحون على الكلمة التي سمعوها ورأَوها. ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريكية المارونية، تابع غبطته قائلا: أجل الكلمة هي محور الميلاد. فالمسيح المخلّص، الإله المولود إنسانًا، هو كلمة تُعلَن لنا ونحن نقبلها؛ وكلمة نراها ونخبر عنها، فتولّد الإندهاش وتستقرّ في القلوب؛ وكلمة نصلّيها تمجيدًا وتسبيحًا لله. هذه الكلمة الإله المتجسِّد هي ينبوع ثقافتنا المسيحية، ونحن مدعوّون لنشرها وطبع شؤوننا الزمنية بقيمها ونتائجها في لبنان وهذا المشرق...

وختم البطريرك الراعي عظته برفع الصلاة قائلا: أيُّها المسيح كلمة الله المتجسّدة، بميلادك أخذتِ الحقيقة والمحبّة إسمًا في التاريخ هو أنت، يسوع المسيح. أنر بحقيقتك، حقيقة الله والإنسانِ والتاريخ، كلّ واحد منّا وكلّ مسؤول بيننا. أنت النور الحقيقيّ الذي "يُنيرُ كلَّ إنسان، آتٍ إلى العالم". أنتَ الذي أشرق نورك بالميلاد في ظلمات الليل، بدّدْ بنور كلمتك ونعمتك الظلمة من العقول والقلوب والضمائر. وساعدنا لكي نبدِّد كلّ ظلمة شرّ وكذب وحقد؛ كلّ ظلمة فقر وعوز، كلّ ظلمة حرب وعنف وإرهاب، كلّ ظلمة كبرياء وظلم واستكبار.








All the contents on this site are copyrighted ©.