2013-12-26 12:33:28

الإنجيل وقفة تأمّليّة عند كلمة الحياة


فِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ.  وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ.  فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ.  فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ. وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ:"لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ". وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: "الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ". (لوقا 2،1-14)

 

للتـأمّل

"لأَنَّهُ قد ولِدُ لَنَا وَلَدٌ وأُُعْطيَ لنا ابْنٌ" (أشعيا 9،5) في كلمات النبيّ أشعيا هذه تتجلّى لنا حقيقة الميلاد الذي نعيشه اليوم. إن الذي ولد هو الابن بامتياز، هو ابن الله المساوي للآب، الذي به بشّر الأنبياء، والذي تجسّد من الروح القدس في حشا مريم العذراء. السرُّ الذي نعلنه في قانون الإيمان يتحقق اليوم فلنتأمّل به ولنسجد أمامه: "الكلمة صار جسداً وحلّ بيننا"، لقد حلّ ابن الله بيننا، الكلمة الأزليّ، "رئيس السلام" (أشعيا 9،5) يولد في مغارة فقيرة وحقيرة ببيت لحم.

قال الملاك للرّعاة:"لاَ تَخَافُوا! وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ" (لوقا 2،11) واليوم، أيضا نسرع كالرعاة لملاقاة الذي غيَّرَ مجرى التاريخ. في فقر المغارة نتأمل "طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ" (لوقا 2،11). وفي هشاشة المولود الجديد الذي يستَهِلُّ بين ذراعَي مريم "ظهرت نعمة الله، ينبوعَ الخلاص لجميع الناس" (طي 2،11) فلنخشع أمامه ولنسجد له.

أيها الطفل الإلهي، يا من اضّجعتَ في مذود حقير، يا خالق الكون الذي تخلّى عن مجده الإلهيّ، يا مخلّصنا الذي قدّمت جسدك الطاهر ذبيحةً لخلاص البشريّة، بميلادك المنير أنِر ظلمة عالمنا، وامحُ بحبّك كبرياءنا، ولِتُفهِمَنا نعمة ميلادك كم هي عظيمة حياة كلِّ واحدٍ منّا. لقد جئت حاملاً لنا السلام، أنت سلامنا! أنت وحدك القادر أن تجعلنا "شعبك الخاص"، شعباً "حريصاً على الأعمال الصالحة" (طي 2،14).

يا مريم، يا من تسهرين على ابنك، أعطنا عينيكِ لنتأمّله بإيمان، وأعطنا قلبك لنسجد له بحُبّ. فيعلّمنا ببساطة طفل بيت لحم أن نكتشف معنى وجودنا "فنعيش في هذا الدهر برزانةٍ وعدلٍ وتقوى" (طي 2،12) آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.