2013-12-24 14:58:26

رسالة البطريرك الماروني لعيد الميلاد المجيد 2013 "وعلى الأرض السلام"


تحت عنوان "وعلى الأرض السلام"(لوقا 2، 14) وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هذا الثلاثاء رسالته لعيد الميلاد استهلها بالقول: أجمل ما نستهلّ به هذه الرسالة، التحية الميلادية: وُلد المسيح! هللويا! بها نعرب عن أطيب التهاني والتمنيات لجميع أبناء كنيستنا وبناتها وإخواننا وأخواتنا من الكنائس الأخرى والجماعات الكنسية، ومن سائر الطوائف والأديان، وكلّ مواطن صالح يسعى إلى السلام، في لبنان والشرق الأوسط وبلدان الانتشار، راجين لهم سلام ميلاد الرب وخيور السنة الجديدة 2014.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، قال غبطته: السلام هبة من الله، يستودعها كلّ إنسان وجماعة ومجتمع ودولة ليبنوه. السلام ممكن لأنّه عطية من الله. وهو ضروري لكي تتأمّن الخيور التي يحتاج إليها الجميع، فيعيشوا في فرح وطمأنينة وكرامة وسعادة. السلام هو حياة شركة مع الله تملأنا حقيقة ومحبة وعدالة وحرية، فيولد فينا السلام ونكتسب ثقافته وننشره في محيطنا. فالحقيقة تولِّد السلام لأنّها تضعنا في نور المسيح الذي يبدّد كلّ كذب ونميمة وتزوير وضلال.

وتابع الكاردينال الراعي يقول: "السلام على الأرض" يجب أن يعني جميع البشر على كلّ أرض. لا يمكن أن ينعم شعبٌ بالسلام طالما هناك شعوب لا تعرف السلام. في وجه القهر والظلم والحروب المتنقّلة من مكان إلى مكان، سلاحنا هو سلام المسيح الذي لا يستثني أحدًا، سنمضي به إلى أن يعمَّ سلامُه الأرض قاطبة فتؤدّي البشرية لله كلَّ المجد، هو الذي تمجّد في خلقها وافتدائها وتقديسها. بناءُ السلام على أرضنا اللبنانية بنوع أخصّ، وعلى أرض هذا المشرق، هو مسؤولية خطيرة تقع علينا نحن أبناءها، لأنّ الله اختارها ليتجلّى عليها بشخص ابنه يسوع المسيح، ومنها دخل في عمق الحياة البشرية وسار معها في تاريخها لأنّه عمّانوئيل، إلهنا معنا. على هذه الأرض تجسّد الله. إنها أرضه، فلا يحقّ لنا أن نتخلّى عنها ونهجرها أو نستعيض عنها لأي سبب كان وتحت أي ظرف. إنّها أرض قداسة وقديسين، نرفض أن تتحوّل إلى أرض الحديد والنار، أرض الحرب والعنف والقتل. إنّها أرضُ الله وأرضنا، لنا فيها مساحة تاريخٍ من العيش المشترك الحرّ الكريم، وشهادة تؤدّى للمسيح بِكِبَرٍ قلَّ نظيره، في سبيل تفاعل إنساني سليم مع جميع الناس في هذا الشرق.

وختم البطريرك الماروني رسالته بالقول: مع الميلاد، أوجّه معايدة تضامن وشهادة لأخوينا المطرانَين والكهنة المخطوفين وراهبات القديسة تقلا ـ معلولا المخطوفات، ولهم أقول: إن الواقع الذي أنتم فيه الآن، مهما كان مُهينًا، لن يمنع قلوبكم من الامتلاء من فرح الذي أتى "ليحرّر المأسورين"؛ أنتم عيدنا وميلادنا، وشهادتكم عضد كبير لكنائسنا في الشرق. ونناشد الوجدان العربي والإقليمي والدولي، العمل على إطلاق سراحهم.

واحتفالا بعيد الميلاد المجيد، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في تصريح لإذاعة الفاتيكان: RealAudioMP3

 








All the contents on this site are copyrighted ©.