رسالة بطريرك القدس للاتين احتفالا بعيد الميلاد المجيد 2013

وجه بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال رسالة الميلاد المجيد 2013 خلال لقاء مع مندوبي الصحافة العالمية عصر أمس الأربعاء استهلها بالقول: في عيد الميلاد المجيد، تتجه أنظار العالم إلى مدينة بيت لحم. فمن قلب الصراع والعنف، اللذين يمزقان شرقنا الأوسطي، تنبع عذوبة سر الميلاد المجيد. وفي هذا الوقت بالذات لا يسعنا إلا أن نذكر في صلواتنا مواطني ولاجئي سوريا كما نذكر كلَّ من يعاني ألما في جسده وقلبه، ولاسيما المهاجرين الفيليبينيين المقيمين في أبرشيتنا، في الأردن وإسرائيل، والذين شعروا بأثر الإعصار الفتاك الذي ضرب بلادهم مؤخرا.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية القدس للاتين، أشار البطريرك طوال في رسالته إلى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو جوهر الصراع الدائر في المنطقة، ويشكل عقبة رئيسة للإستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأضاف أن قداسة البابا فرنسيس يحفظ الأرض المقدسة والشرق الأوسط في قلبه وصلاته بشكل خاص، وقال غبطته: مع وجود بطاركة ورؤساء أساقفة الكنائس الشرقية الكاثوليكية في روما في الحادي والعشرين من تشرين الثاني الماضي، أعرب الحبر الأعظم عن قلقه الشديد إزاء ما يحدث لنا، داعيا إلى "عدم التسليم بشرق دون مسيحيين فيه". وأشار البطريرك فؤاد طوال لاختتام سنة الإيمان في مدينة الناصرة وقال: كانت فرصة للتذكير بوجود علاقة هامة جدا ما بين حياة الإيمان والتكاتف والسعي بحثا عن السلام.

ومما جاء في نص رسالة البطريرك فؤاد طوال أن أوضاع الشرق الأوسط تزداد تعقيدا ومأساوية، ولفت غبطته إلى أن عدم الاستقرار يقض مضاجع الجميع بمن فيهم المسيحيون الذين قد يقعون فريسة لإغراء الهجرة، وأضاف يقول في رسالته لعيد الميلاد المجيد: يجب أن يدرك الجميع بأنه لا يمكن حل القضية السورية بقوة السلاح، لذلك ندعو جميع القادة السياسيين، في منطقتنا وفي العالم بأسره، إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم بضمير حي يراعي كرامة الإنسان في الدرجة الأولى، لايجاد حل سياسي مقبول، من شأنه أن يضع حدا للعنف ويحترم حياة الإنسان. وأشار غبطته إلى أن البطريركية اللاتينية تعرب عن امتنانها لمؤسسة كاريتاس الأردنية وجميع المنظمات الإنسانية الدولية القائمة على خدمات الإغاثة والتضامن مع اللاجئين السوريين.

كما أشار البطريرك طوال إلى استنئاف المفاوضات الإسرائيلية الفلسيطينية في نهاية شهر تموز بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، غير أن هذه الجهود، وكما قال، لقيت الإحباط نظرا لمواصلة سياسة الاستيطان الإسرائيلي، وأضاف: طالما لا يوجد حل جذري ونهائي لهذه المشكلة، تتواصل معاناة الشعوب هنا وفي كل المنطقة، وتتوسع دوامة العنف مهدّدة بسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.

وختم بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال رسالته لعيد الميلاد المجيد بالقول: أرفع صلواتي بمشاركة النواب البطريركيين والمؤمنين في الأرض المقدسة، من أجل أن يتلاقى المسيحيون واليهود والمسلمون معا، في تراثهم الروحي ذي الجوانب والاهتمامات المشتركة، حيث يتمكنون سوية من تنسيق أعمالهم ووضع حد للظلم والجور والجهل وجميع أعمال الشر التي من شأنها أن تدمر هبة الله لنا، وهي الكرامة الإنسانية. إنني أطلب إلى الطفل يسوع، بمناسبة الأعياد الميلادية، أن يمنح السلام والأمن والاطمئنان لجميع شعوب المنطقة.