البابا فرنسيس: لنسمح لله بأن يكتب تاريخنا

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الثلاثاء القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان بمناسبة عيد ميلاده السابع والسبعين وقد أراد الأب الأقدس أن يشاركه فرحه والذبيحة الإلهية جميع العاملين في بيت القديسة مرتا ليعيش المناسبة في جو عائليّ مميّز، وقد شكّل الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي متى والذي يقدم لنا نسب يسوع المسيح ابن داود مناسبة للأب الأقدس ليشكر بعض الموظفين الحاضرين بأسمائهم.

"الله لا يتركنا أبدًا وحدنا، بل يسير معنا دائمًا"، استوحى الأب الأقدس عظته من إنجيل نسب يسوع ليركّز تأمله حول حضور الله في حياتنا وقال: لقد سمعت أحدهم يقول مرة أن هذا النص من الإنجيل يشبه دليل الهاتف! إن هذا النص هو مرجع تاريخي وموضوع مهم لأن الله، وكما كان يقول القديس البابا لاوون، قد أرسل ابنه، وهو يسوع المساوي في الجوهر لله الآب وإنما أيضًا للأم وهي امرأة. فالله أصبح تاريخًا، أراد أن يصير تاريخًا. إنه معنا ويسير معنا.

تابع البابا فرنسيس يقول: بعد خطيئة الإنسان الأولى، قرّر الله أن يسير معنا، استدعى إبراهيم ودعاه ليسير معه، وهكذا بدأت مسيرة إبراهيم مع الله، وبعده سار اسحق ويعقوب ويهوذا وهكذا تتابعت المسيرة عبر التاريخ. فالله يسير مع شعبه وهو لم يرد أن يخلصنا خارج التاريخ وإنما أراد أن يصنع معنا التاريخ. وهذا التاريخ يتحقق بين الخطيئة والقداسة، مع أبرار وخطأة.

أضاف البابا فرنسيس يقول: لقد صنع الله التاريخ حتى مع الخاطئين، لنتأمل بالملك سليمان وما فعله الله معه. فالرب يصنع التاريخ معنا وعندما يكلمنا يعرّف عن نفسه قائلاً: "أنا إله إبراهيم واسحق ويعقوب". قد نتساءل ما هي شهرة الله؟ شهرة الله هو كلّ واحد منا! فهو يتخذ أسماءنا شهرة له. "أنا إله إبراهيم واسحق ويعقوب، ويوحنا وبطرس وسمعان ومريم..." شهرة الله هو كلُّ واحد منا! فالله يأخذ شهرتنا لنكتب التاريخ معه، تاريخ النعمة والخطيئة في حياة كل منا. هذا هو تواضع الله وهذه هي محبته!

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: يفرح الله بمشاركتنا حياتنا، كما يخبرنا سفر الحكمة بأن فرح الرب هو بين أبناء البشر أي نحن. ومع اقتراب عيد الميلاد يطيب لنا أن نفكر: إذا كان الله قد صنع تاريخه معنا وسمح لنا بأن نكتب له تاريخه، لنسمح له نحن أيضًا أن يكتب تاريخنا تاريخ القداسة! وهذا هو دعائي لنا جميعًا!