2013-12-13 16:24:15

عظة الأب كانتالاميسا الثانية لزمن المجيء


ألقى الأب رانييرو كانتالاميسا واعظ القصر الرسولي عظته الثانية لزمن المجيء صباح اليوم الجمعة في كابلة أم المخلص بالفاتيكان بحضور الأب الأقدس واعضاء الكوريا الرومانية وتمحورت بشكل خاص حول تواضع القديس فرنسيس الأسيزي.

"الحقيقة أمام الله" و"مثال المسيح" هما المصدر الذي يستمد منهما القديس فرنسيس جذور تواضعه، ولذلك نجد العالم بأسره يتوجه اليوم نحو القديس فرنسيس ويتبعه لأنه يجد فيه تحقيق القيم التي يتوق إليها كل واحد منا: الحرية والسلام، السلام مع أنفسنا ومع الخليقة، الأخوّة والفرح. لكننا سنتوقف اليوم عند أساس هذه القيم التي عدّدناها: عند التواضع.

تابع واعظ القصر الرسولي يقول إن فضيلة التواضع هذه لا يمكننا فهمها إلا في ضوء مثال مريم العذراء المتواضعة، والتي كما يقول القديس فرنسيس لم تكن تعرف بأنها تمتلك هذه الفضيلة، وهذه سيّئة التواضع الوحيدة: إنها عطر لا يستنشقه الشخص الذي يفوح منه وإنما يستنشقه فقط من يتلقاه. وبالنظر إلى القديس فرنسيس نجد أنفسنا أمام التواضع الحقيقي، تواضع الإنسان المخلوق الذي يدرك حجمه في حضرة الله. فإن كان الإنسان يقيس ذاته بمقياسه الخاص أو بمقياس الآخرين والمجتمع فهو لن يعرف نفسه أبدًا: سيفتقد دائمًا للمقياس الصحيح. وبهذا الصدد كان القديس فرنسيس يقول إن ماهية الإنسان تظهر فقط بمثوله أمام الله، حيث يظهر كما هو لا أكثر ولا أقل.

فالتواضع، تابع الأب رانييرو كانتالاميسا يقول، هو النظر إلى الله قبل النظر إلى ذواتنا. وتواضع الله نفسه هو ما جذب فرنسيس، لقد فهم فرنسيس حقيقة الله العميقة وعلينا جميعًا يا إخوتي أن نتحلى بها، وهذه الحقيقة هي أن "الله هو التواضع لأنه محبة". وأضاف الأب كانتالاميسا يقول إن الحب بطبيعته يسبب تبعية وإدمانًا، والتبعية هي بحد ذاتها تواضع ولذلك الله هو تواضع لأنه محبة.

تابع واعظ القصر الرسولي يقول: إن تجلي تواضع الله يظهر لنا عندما نتأمل يسوع جاثيًا أمام تلاميذه ينحني ليغسل أرجلهم ولم تكن نظيفة في ذلك الحين! كما ويظهر هذا التواضع بشكله الأكمل في جذريّة الضعف على الصليب، حيث استمر بمنح حبّه وغفرانه. لقد فهم القديس فرنسيس هذا الرابط العميق بين تواضع الله وتجسده، فالتواضع ليس مجرد تصاغر، لأنه يمكن للمرء أن يتصاغر دون أن يتواضع، لكن التواضع هو بالتصاغر بدافع الحب، لرفع الآخرين. وهذا ما فعله يسوع الذي تواضع وصار بشرًا ليخدمنا. وهذا هو وجه التواضع الجديد: الخدمة. يذكرنا يسوع من أراد أن يكون الأكبر فيكم عليه أن يكون خادمًا، وإن كان الله قد تواضع فعلى الكنيسة أن تتواضع أيضًا، وإن أصبح المسيح خادمًا باسم الحب على الكنيسة أن تصبح بدورها خادمة باسم الحب. وختم الأب رانييرو كانتالاميسا واعظ القصر الرسولي عظته الثانية لزمن المجيء بالقول: لقد أظهرت الكنيسة للعالم حقيقة المسيح ولكنها لم تظهر بوضوح وبشكل كافٍ تواضعه. بتواضع المسيح يوضع حدّ للأعمال العدائية، تتفكك الأحكام المسبقة وتنفتح الطريق لقبول الإنجيل.








All the contents on this site are copyrighted ©.