رسالة البابا فرنسيس لتقديم حملة كاريتاس "عائلة بشريّة واحدة – غذاء للجميع"

احتفالاً باليوم العالمي لحقوق الإنسان، تنظم منظمة كاريتاس الدولية حملة تضامن ضد الجوع في العالم تحت عنوان "عائلة بشريّة واحدة – غذاء للجميع"، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس رسالة فيديو عبّر فيها عن دعمه لهذه الحملة ودعا الجميع ليكونوا صوت المتألّمين ويتجنبوا الهدر والتبذير وليعملوا كـ "عائلة واحدة".

قال البابا فرنسيس:عندما قال التلاميذ ليسوع أن الجمع الذي أتى للإصغاء لتعاليمه كان جائعًا أيضًا، قال لهم يسوع: أعطوهم أنتم ليأكلوا. لكنهم كانوا فقراء ولم يكن بحوزتهم إلا خمسة أرغفة وسمكتين، وإنما بنعمة الله تمكنوا من إشباع الجموع وجمعوا ما بقي لكي لا يُهدر منه شيئًا. نحن أمام فضيحة عالميّة، إذ أن هناك حوالي مليار شخص يعانون الجوع في يومنا هذا. لا يمكننا أن نلتفت إلى الجهة الأخرى ونتصرف كما وأن شيئًا لم يكن، لأن الغذاء الموجود في العالم يمكنه أن يشبع الجميع.

تابع البابا فرنسيس يقول: إن مثل تكثير الخبز والسمك يعلمنا أنه إن وجُدت الإرادة فلن ينتهي ما بحوزتنا لا بل سيفيض ولن يُهدر. لذلك أدعوكم أيها الإخوة والأخوات لتفسحوا مكانًا في قلوبكم لهذه الحاجة، محترمين ذلك الحق الذي منحه الله للجميع ليتمكنوا من الحصول على تغذية مناسبة. لنتشارك بما لدينا، بمحبة مسيحيّة، مع من يُجبرُ على مواجهة حواجز عديدة لإشباع هذه الحاجة الأوليّة، ولنعزز في الوقت عينه تعاون حقيقيٌّ مع الفقراء لكي يتمكنوا، من خلال ثمار عملنا وعملهم، من عيش حياة كريمة.

أضاف البابا فرنسيس يقول: أدعو جميع المؤسسات في العالم والكنيسة بأسرها وكل فرد منا لكيما نعطي، كعائلة واحدة، صوتًا لجميع الذين يتألمون بصمت من الجوع، فيصبح هذا الصوت "زئيرًا" يهُزُّ العالم. تشكل هذه الحملة أيضًا دعوة لنا لنصبح أكثر إدراكًا لخياراتنا الغذائيّة والتي غالبًا ما تحمل هدرًا للغذاء واستعمالاً سيئًا للموارد المتوفرة لدينا. كما وتشكل أيضًا حافزًا لنتوقف عن الاعتقاد بأن أعمالنا اليومية لا تترك أي أثر على حياة – القريبين أو البعيدين – الذين يُعانون الجوع بالدرجة الأولى.

وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول: أدعوكم من كل قلبي لدعم منظمة كاريتاس في هذه الحملة النبيلة وللعمل كعائلة واحدة ملتزمة في تأمين الغذاء للجميع، ولنسأل الله أن يمنحنا النعمة لنرى عالمًا لا يموت فيه أحدٌ من الجوع.