2013-12-09 16:01:01

البابا فرنسيس يحتفل بالذبيحة الإلهية مع غبطة بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق سيدراك


ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الإثنين القداس الالهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وعاونه غبطة بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق سيدراك والكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية. وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة استهلها بالقول: إنها المرة الأولى التي يسعدني فيها أن استقبل كأسقف روما بطريركًا جديدًا أتى للقيام ببادرة مهمة تعبر عن الشركة مع خليفة بطرس. بقبولكم للانتخاب القانوني، طلبتم فورًا يا صاحب الغبطة "الشركة الكنسيّة" مع "الكنيسة التي ترأس بالمحبة الجامعة". وقد منحها لكم سلفي الموقّر كذكرى للرابط مع خليفة بطرس والذي حافظت عليه دائمًا عبر التاريخ كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك. أنتم تعبير لكرازة القديس مرقس الإنجيلي: وهذا هو الإرث الذي تركه لكم كحامل لرسالة بطرس الرسول.

تابع البابا فرنسيس يقول: في القراءة الأولى، أيقظ النبي أشعيا في قلوبنا شوق الانتظار لعودة الرب المجيدة. والتشجيع "لفزعي القلوب" نسمعه اليوم يتردّد للذين يعيشون في مصر أرضكم الحبية ويختبرون عدم الأمان والعنف بسبب إيمانهم المسيحي. "تشجعوا: لا تخافوا!" هذه هي الكلمات المعزيّة التي تجد تأكيدًا في التضامن الأخوي. أشكر الله على هذا اللقاء الذي يعطيني الفرصة لتعزيز رجاءنا ورجاءكم، فـ "الأرض الحامية ستنقلب غديرًا، والمعطشة ينابيع مياه" وسيكون هناك "الطريق المقدّس"، طريق الفرح والسعادة "وتنهزم عنهم الحسرة والتأوّه". هذا هو رجاؤنا، رجاء كنيستينا المشترك.

أما الإنجيل، تابع الأب الأقدس يقول، فيقدم لنا يسوع الذي يغلب شلل البشريّة. ويصف قوّة الرحمة الإلهيّة التي تسامح وتغفر كل الخطايا أمام الإيمان الحقيقي. إن شلل الضمائر معدٍ، وبالاشتراك مع فقر التاريخ وخطيئتنا يمكنه أن ينتشر ويدخل في الهيكليات الاجتماعيّة والجماعات ويشلّ شعوبًا بأكملها. لكن باستطاعة كلمات يسوع: "قم! فامشِ!" أن تقلب الوضع وتغيّره. نصلي بثقة كي يتمكن السلام في الأراضي المقدسة وفي الشرق الأوسط بأسره من تخطي الجمود المتكرّر والمأساوي أحيانًا، وتنتهي للأبد العداوة والانقسامات، وتُستأنف اتفاقات السلام التي غالبًا ما تشلها مصالح غامضة ومتضاربة فيما بينها. ولتعطى ضمانات حرية دينيّة حقيقيّة للجميع، والحق للمسيحيين بأن يعيشوا بسلام حيث ولدوا، في الوطن الذي يحبونه كمواطنين منذ ألفي سنة ويساهموا دائمًا في خير الجميع.

أضاف البابا فرنسيس يقول: الرب يسوع، الذي اختبر الهرب مع العائلة المقدسة واستُقبل في أرضكم السخيّة، هو يسهر على أبناء مصر الذين يبحثون عن الكرامة والأمان على دروب العالم. لنسر إلى الأمام بحثًا عن الرب بحثًا عن طرق جديدة ودروب جديدة للاقتراب من الرب. وإن كان من الضرورة أن نفتح ثغرة في السقف لنقترب جميعًا من الرب، فليحملنا تصورنا الخلاق للمحبة على فعله: فنجد السبل للقاء والأخوة، السبل للسلام!

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: من جهتنا نحن نرغب "بتمجيد الرب"، مستبدلين الخوف بالدهشة: نحن نريد اليوم أيضًا أن نرى "أمورًا عجيبة"، خصوصًا أعجوبة تجسد الكلمة أي قرب الله للبشرية الذي يدخلنا فيها دائمًا سرّ المجيء! ليشفع بنا أباكم القديس أتناسيوس الذي وضعت رفاته بالقرب من كرسي بطرس في البازيليك الفاتيكانيّة، مع القديسَين مرقس وبطرس وخصوصًا مع والدة الله الكليّة القداسة سلطانة الحبل بلا دنس، فينالوا لنا من الرب فرح الإنجيل الذي يمنحه الله بغزارة للرسل والشهود!

هذا ووجه غبطة بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق سيدراك كلمة قال فيها: بمشاعر الاحترام العميق أحمل إلي قداستكم شكري الكبير لإفساح المجال أمام الاحتفال معكم بالذبيحة الإلهية بمناسبة التعبير العلني عن "الشركة الكنسيّة". أقدم لكم أيضًا امتنان الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وجميع مؤمني الكنيسة القبطية الكاثوليكية الذي يشمل أيضًا نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقيّة وجميع معاونيه الذين قاموا بالتحضير لهذا الحدث المهم لي وللكنيسة التي دُعيت لأخدمها كرأس وأب، والتي في هذه المرحلة الحساسة من التاريخ تشعر بالحاجة لعضد غمرة قداستكم الأبويّة وتعاليمكم المستمرة حول الحياة. وفي الزمن الذي يحضّرنا للاحتفال بتجسّد الكلمة، لا يمكنني إلا أن أذكّر بالرابط التاريخي لأرضي مع هذا السرّ العظيم، لاسيما وإن مصر كانت أول مكان استقبال للعائلة المقدسة الهاربة من اضطهادات هيرودس. إن هذه الزاوية من الأرض، بين الصحراء والنيل، عاشت وما تزال تعيش المأساة الأليمة للعديد من الأشخاص الذين يبحثون عمن يصغي إليهم ويستقبلهم. كنيستنا تعيش هناك وهي جاهزة لاستقبال أي شخص يقرع بابها وتقديم الضيافة لمن يطلب المساعدة، ونجدة المحتاجين والمتروكين وللشهادة للإنجيل كما نقله إليها القديس مرقس الإنجيلي. بفضل كرازته كتلميذ لبطرس ولدت كنيسة مصر، واليوم أكثر من أي وقت مضى، نحن كأبناء بحاجة للدعم الذي وحدها أبوتكم كخليفة بطرس الرسول يمكنها أن تمنحنا إياه. أكل إلى صلاتكم بلدنا وخصوصًا جماعتنا القبطية الكاثوليكية، الإكليروس والمؤمنين الذين أراد الروح القدس أن يوكلوا إلى رعايتي من خلال آباء السينودس. ومنذ ذلك الحين، يا أبانا الأقدس، ونحن نصلي من أجلكم، ليحفظكم الرب ويمنحكم القوة لتتابعوا في نقل فرح الإنجيل لكل إنسان. ليكن نور الميلاد المجيد تلك النجمة التي تكشف درب المحبة والوحدة والمصالحة والسلام، عطايا تحتاجها أرضي بشكل خاص. نسأل بركتكم يا أبانا الأقدس وننتظركم في مصر.








All the contents on this site are copyrighted ©.