مداخلة المطران فيليو أمام المشاركين في مؤتمر تستضيفه مالطا حول رعوية المهاجرين واللاجئين

يشارك رئيس المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين المطران أنطونيو ماريا فيليو في مؤتمر يعقد من الثاني وحتى الرابع من الجاري في جزيرة مالطا حول موضوع "رعوية المهاجرين واللاجئين: تحديات وآفاق" وينظمه اتحاد مجالس الأساقفة الأوروبية. وقد ألقى سيادته كلمة صباح اليوم الثلاثاء سلط فيها الضوء على نشاط الكنيسة الكاثوليكية على هذا الصعيد والذي تقوم به من خلال التعاون بين المجالس الأسقفية وتبادل الخبرات. وأشار المطران فيليو إلى وجود مائتين وأربعة عشر مليون مهاجر في العالم وفقا لأرقام المنظمة الدولية للهجرات ثم لفت إلى الوثيقة التي صدرت مؤخرا عن المجلس الحبري المذكور، بعنوان "قبول المسيح في اللاجئين والأشخاص الذين هُجروا قسرا"، والذي تم إعداده بالتعاون مع المجلس البابوي قلب واحد.

سلط المطران فيليو الضوء على أهمية الدفاع عن الكرامة البشرية وتلك المسيحية، مذكرا بأن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله. وقد شدد البابا الفخري بندكتس السادس عشر على ضرورة الدفاع عن كرامة المهجر واللاجئ في رسالته العامة المحبة في الحقيقة. هذا ثم قال المسؤول الفاتيكاني إن الكنيسة لا تمد يد العون إلى المهاجر وحسب إنما تولي اهتماما كبيرا بأسرته أيضا وأكد أنه لا بد أن تعمل المؤسسات الرسمية على الدفاع عن حق العائلة لكونها النواة الأساسية للمجتمع.

هذا ثم توقف المطران فيليو عند مبدأ المحبة، الذي يغذي ويحرك الخدمة والتضامن حيال القريب، مشيرا إلى أن حسن الضيافة يشكل تعبيرا ملموسا عن المحبة والتضامن. بعدها سلط الضوء على ضرورة قيام تعاون دولي على هذا الصعيد، وهذه حاجة ملحة في عالم اليوم أيضا الذي تطغى عليه ظاهرة العولمة، لذا لا بد من تعزيز التعاون الوثيق بين بلد المنشأ، وبلد العبور وبلد الوجهة الأخيرة للمهاجر واللاجئ.

ثم أكد سيادته أن الكنيسة الكاثوليكية مدعوة بدورها إلى تقديم الرعاية والمساعدة للأشخاص الذين يعانون من العوز، بدون أي تفرقة أو تمييز. وهذا يتطلب أيضا إعطاء دفع للروح الإرسالي ولعمل الكرازة بالإنجيل. وختم مداخلته مذكرا بالكلمات التي قالها البابا فرنسيس في تموز يوليو الماضي خلال مشاركته في اليوم العالمي للشباب في ريو دي جانيرو، عندما دعا الكنيسة إلى الخروج من تقوقعها بغية البحث عن الأشخاص والالتقاء بهم.