رسالة البابا فرنسيس إلى بطريرك القسطنطينية المكسوني احتفالا بعيد القديس أندراوس

احتفالا بعيد القديس أندراوس شفيع بطريركية القسطنطينية المكسونية يقوم وفد من الكرسي الرسولي بزيارة إلى اسطنبول بدأت في الثامن والعشرين من الجاري وتنتهي يوم غد الأحد الأول من كانون الأول ديسمبر 2013. وقد سلم الوفدُ الفاتيكاني ـ الذي يرأسه الكاردينال كورت كوخ، رئيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين ـ (سلم) بطريرك القسطنطنية المسكوني برتلماوس الأول رسالة من البابا فرنسيس تضمنت نداء من أجل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط ومن أجل صون الحريات الدينية في العالم كله، مع تسليط الضوء على أهمية الحوار والغفران والمصالحة وهي القيم الثلاث الكفيلة بحل الصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

تضمنت رسالة الحبر الأعظم إشارة إلى المعاناة والأوضاع المأسوية التي يرزح تحت وطأتها عدد كبير من سكان المنطقة، بسبب العنف والحرب والجوع والفقر والكوارث الطبيعية، مع التشديد على حق مسيحيي الشرق الأوسط في البقاء في أوطانهم. حث الحبر الأعظم في رسالته إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني الجميع على الصلاة على نية السلام في المنطقة ودعا الكل إلى مواصلة العمل من أجل تحقيق المصالحة والاعتراف العادل بحقوق الشعوب. وأشارت الرسالة أيضا انطلاقا من إحياء ذكرى القديس أندراوس إلى العديد من المؤمنين المسيحيين الذين يختبرون التمييز، ويدفعون حياتهم أحيانا ثمنا لعيش إيمانهم.

شدد البابا فرنسيس على ضرورة أن يقدم مسيحيو الشرق والغرب شهادة مشتركة كي يتمكنوا من نشر رسالة خلاص الإنجيل في العالم كله. كما لا بد أن يُصان الحق في التعبير العلني عن الإيمان المسيحي. فيما يتعلق بالمسيرة المسكونية ذكّر البابا فرنسيس أنه خلال العام المقبل سيُحتفل بالذكرى السنوية الأربعين للقاء التاريخي الذي جمع البابا بولس السادس ببطريرك القسطنطينية المسكوني الأسبق أثيناغوراس، وأكد الحبر الأعظم أن المسيحيين هم أعضاء في عائلة واحدة يختبرون فرح عيش الأخوة الحقيقية في المسيح ومن هذا المنطلق لا بد أن يستعد جميع المسيحيين لقبول هبة الوحدة من خلال الصلاة والارتداد الداخلي وتجدد الحياة والحوار الأخوي. وعبر البابا فرنسيس في ختام رسالته إلى البطريرك برتلماوس الأول عن التزام الكنيسة الكاثوليكية في تنمية وتطوير العلاقات الأخوية مع بطريركية القسطنطينية المسكونية.