2013-11-29 16:07:27

البابا فرنسيس: "المسيحي هو شخص يسير بحسب فكر الله"


"المسيحي شخص يسير بحسب فكر الله وليس بحسب فكر ضعيف وموحّد" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد أنه لكي نتمكن من فهم علامات الأزمنة علينا ألا نفكر بعقلنا فقط وإنما بقلبنا وروحنا أيضًا.

لقد علّم الرب تلاميذه أن يفهموا "علامات الأزمنة"، تلك العلامات التي لم يكن باستطاعة الفريسيين فهمها: استوحى الأب الأقدس عظته من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من إنجيل القديس لوقا وتوقف للحديث عن "طريقة التفكير المسيحيّة" وقال من يتبع يسوع لا يمكنه أن يفكر بعقله فقط وإنما عليه أن يفكر بقلبه وبروحه أيضًا ليتمكن من فهم "تدخل الله في التاريخ".

تابع البابا فرنسيس يقول: في الإنجيل، لم يكن يسوع يغضب من تلاميذه عندما كان يتعسر عليهم أن يفهموا أقواله وإنما كان يتصرف معهم بحزم ويحدثهم بلهجة قاسية، كما تصرف، على سبيل المثال، مع تلميذي عماوس إذ قال لهما: "يا قَليلَي الفهم وبطيئَيِ القلب عن الإيمان". نعم !! من لا يفهم كلام الله هو قليل الفهم وبطيء القلب، لأن الرب يريدنا أن نفهم ما يجري في قلبنا وفي حياتنا، في العالم وفي التاريخ... ما معنى الذي يحدث إذًا في يومنا هذا؟ إنها علامات الأزمنة! وروح العالم لا يريدنا شعبًا وإنما كتلة لا تفكير لها ولا حريّة.

تابع البابا فرنسيس يقول إن روح العالم يريدنا أن نسير في طريق "موحّد"  كما يقول القديس بولس لأن روح العالم يعاملنا كما ولو كنا غير قادرين على التفكير، يعاملنا كأشخاص بلا حريّة. الفكر الـ "موحّد" والمتطابق هو فكر ضعيف ولكنه منتشر. وروح العالم لا يريدنا أن نسأل أنفسنا أمام الله: ما هذا ولماذا يحدث؟ ويقدم لنا فكرًا "معلبًا وجاهزًا" بحسب رغبة كلِّ شخص، أي: "أفكر كما يحلو لي". ولكن ما لا يريده خصوصًا روح العالم هو ما يطلبه يسوع: الفكر الحر، أي فكر كل رجل وامرأة ينتمون إلى شعب الله، وهذا هو الخلاص! تأملوا بالأنبياء وبما كان يقول الله للشعب من خلالهم: "أنا اليوم أدعوك شعبي يقول الرب"، هذا هو الخلاص، الله يريد أن يجعل منا شعبًا، شعبًا حرًّا وينتمي لله.

أضاف البابا يقول: يطلب منا يسوع أن نفكر بحرّية ونفهم ما يحصل! فالحقيقة، تابع البابا يقول، هي أننا لا يمكننا أن نسير وحدنا، نحن بحاجة لمساعدة الرب لاسيما لنفهم "علامات الأزمنة"، والروح القدس هو الذي يمنحنا هذه العطيّة وهذه النعمة: موهبة الفهم.

قد نسأل أنفسنا ما هي الدرب التي يريدنا الرب أن نسلكها؟ من خلال موهبة الفهم يمكننا أن نفهم علامات الأزمنة ونعرف ما هي الدرب التي علينا اختيارها. من الجيّد أن نسأل الرب يسوع هذه النعمة، أن يرسل لنا روح الفهم ليعضدنا لنسير بحسب فكر الله، ذلك الفكر الذي يطالنا فكرًا قلبًا وروحًا، ذلك الفكر الذي هو موهبة الروح القدس لنا ويساعدنا لنفهم جيّدًا علامات الأزمنة. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: هذه هي النعمة التي يجب أن نطلبها اليوم من الله، تلك القدرة التي يمنحها الروح القدس والتي تساعدنا على فهم علامات الأزمنة!








All the contents on this site are copyrighted ©.