2013-11-28 15:13:29

البابا فرنسيس: "الله الذي غلب العالم يُعبد للأبد بثقة وأمانة"


"هناك "سُلطات دنيوية" تريد أن تمنع عبادة الله، لكن الله الذي غلب العالم يُعبد للأبد بثقة وأمانة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد أن المسيحيّين الذين يُضطهدون اليوم هم علامة التجربة التي تسبق انتصار يسوع المسيح الأخير.

في الصراع الذي يدور بين الله والشرّ والذي تقدمه لنا القراءات الليتورجية في هذا الأسبوع الأخير من السنة الطقسيّة، نجد "فخًا كبيرًا" يدعوه البابا فرنسيس "التجربة الكونيّة". إنها تجربة الاستسلام لإغراءات الشيطان الذي يحاول أن يُضلِّل الذين يؤمنون بالله. لكن المؤمن يعرف كيف يوجّه أنظاره نحو مرجع واضح وثابت، نحو يسوع المسيح الذي عاش التجارب في الصحراء وتحمّل الاهانات والهزأ حتى موت الصليب، إلى أن قام ظافرًا وحطم الموت والشيطان. أشار البابا فرنسيس في عظته إلى هذه المراحل من مسيرة يسوع ليؤكد لنا أنه في نهاية العالم سنواجه أفظع من مأساة الكوارث الطبيعية، فيسوع في حديثه عن نهاية الأزمنة يقول أنه سيُصار إلى تدنيس للهيكل والإيمان والشعب، وسوف يأتي "المخرب الشنيع"، فما معنى هذا كلّه؟ سيبدو لنا عندها أن أمير هذا العالم قد انتصر واستولى على العالم.

أضاف الأب الأقدس يقول: هنا تكمن التجربة الأخيرة، وهي تجربة الإيمان. وهذه التجربة عاشها دانيال النبي كما نقرأ في النص الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من سفر دانيال إذ أُلقي دانيال في جبِّ الأُسود لأنه بقي مواظبًا على عبادة الله عاصيًا بهذا أمر الملك.

تابع البابا فرنسيس يقول: هذا يعني أننا لن نتمكن عندها من عيش إيماننا أو الحديث عنه. ستُزال العلامات الدينية، وسنجبر على طاعة أوامر سُلطات دنيوية، تسمح لنا بفعل ما يحلو لنا، وإنما تمنعنا من عبادة الله. ستكون عندها النهاية! نهاية الأزمنة! عندها سنرى ابن الإنسان "آتيًا في الغمام، في تمام العزَّة والجَلال". لذا، أضاف البابا يقول، فالمسيحيّون الذين يُضطهدون اليوم هم نبوءة لما سنعيشه جميعًا في نهاية الأزمنة.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: لا نخافنَّ إذًا، فالرب يطلب منا فقط أمانة وصبرًا: أمانة على مثال دانيال الذي بقي أمينًا ومواظبًا على عبادة الله حتى النهاية، وصبر لأن شعور رؤؤسنا محصاة وشعرة منها لا تسقط! هذا هو وعد الرب لنا! فلنطلب من الله أن يمنحنا نعمة الثبات لنعبده بثقة وأمانة حتى النهاية.








All the contents on this site are copyrighted ©.