2013-11-26 16:09:42

مؤتمر صحفي لتقديم الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس "فرح الإنجيل"


عُقد عند الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مؤتمر صحفي لتقديم الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس بعنوان "فرح الإنجيل". تخللت المؤتمر مداخلتان للمطران كلاوديو ماريا تشيلي رئيس المجلس البابوي للاتصالات الاجتماعية والمطران لورنسو بالديسيري أمين عام سينودس الأساقفة.

بدأ المطران تشيلي حديثه مركزا على أهمية الاتصالات في الكرازة الجديدة فاستعرض هذا البعد تحديدا في الوثيقة الحبرية الجديدة. أشار في البداية إلى الأسلوب الذي استخدمه الأب الأقدس في الإرشاد الرسولي منوها إلى أن النص الذي يحترم الأسلوب المعتاد للإرشاد الرسولي يتميز من جهة أخرى بلغة المحادثة القريبة المميزة للعمل الرعوي. واستشهد بعبارة للأب الأقدس تؤكد استخدامه أسلوب الراعي الذي يتحدث إلى المؤمنين في لقاء تأملي حيث قال البابا فرنسيس: "أرغب في التوجه إلى المؤمنين المسيحيين لدعوتهم لمرحلة بشارة جديدة". يعني هذا بالنسبة لرئيس المجلس البابوي للاتصالات الاجتماعية استخدام البابا للغة تتميز بالمودة والمباشرة تتماشى مع أسلوب الأب الأقدس الذي تعرفنا عليه خلال الأشهر الأخيرة.

ثم تطرق المطران تشيلي إلى دور الاتصالات في هذه المرحلة التبشيرية الجديدة منوها إلى أن نص الوثيقة يؤكد "وعي البابا بما يحدث في عالم اليوم، وخاصة في قطاعات الصحة والتربية والاتصالات، وأنه يدرك التطورات والنجاحات التي حققها الإنسان في هذه المجالات كما أنه يشير بوضوح إلى المستجدات التكنولوجية". وتعكس الوثيقة حسب المطران تشيلي وعي الأب الأقدس بأن "مجتمع المعلومات المعاصر مشبع ببيانات توضع كلها على المستوى نفسه، ما يقود إلى سطحية بشعة لدى تحديدنا للقضايا الأخلاقية، ولهذا السبب يشدد البابا على الحاجة إلى تنشئة تربي على التفكير بشكل ناقد وتقدم مسارا ملائما من أجل نضوج القيم".

ولفت المطران تشيلي الأنظار إلى أن الوثيقة تنتبه إلى أن إمكانيات الاتصالات المعاصرة يمكن أن تؤدي إلى توفير فرصة اللقاء بين الجميع،  ومن هنا تنطلق ضرورة نقل ونشر "روحانية العيش معا والتلاقي"، وهو ما يؤكد عليه الأب الأقدس في الإرشاد الرسولي.

ومن بين النقاط الهامة الأخرى في الوثيقة حسب رئيس المجلس البابوي للاتصالات الاجتماعية حديث الأب الأقدس عن انتشار وولادة ثقافات جديدة في وقت "لم يعد فيه المسيحي محفزا أو مبتكرا للمعاني، بل يتلقى من تلك الثقافات لغات ورموزا، رسائل ونماذج مختلفة تقدم توجهات جديدة في الحياة غالبا ما تتناقض مع إنجيل يسوع".

هذا ويتناول الأب الأقدس في الإرشاد الرسولي موقف وسائل الإعلام من الكنيسة ورسالتها حيث تنقل غالبا مشاعر عدم ثقة في هذه الرسالة. أما عن أهمية نشر الرسالة فتحدث المطران تشيلي عن تحذير البابا في الإرشاد الرسولي من سرعة وسائل الاتصالات اليوم والتي قد تؤدي إلى إيصال رسائل غير كاملة أو مشوهة. ويستدعي هذا حسب البابا فرنسيس أن نكون "واقعيين"، أي ألا نفترض معرفة مَن نتحدث إليهم بدقة وعمق بما نوجه إليهم من رسالة، أو قدرتهم على "ربط حديثنا إليهم بنواة الإنجيل الحقيقية والتي تمنحه معنى وجمالا وجاذبية".

أما أمين عام سينودس الأساقفة المطران بالديسيري فأشار في مداخلته إلى  انطلاق الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" من الجمعية العامة الـ 13 لسينودس الأساقفة عام 2012 حول موضوع "الكرازة الجديدة بالإنجيل لنقل الإيمان المسيحي"، وأكد أن البابا فرنسيس "تبنى مقترحات آباء السينودس وأعاد صياغتها بأسلوبه الخاص، متوصلا إلى وثيقة برنامجية وإرشادية مستخدما وسيلة الإرشاد الرسولي". ونوه هنا إلى كون العمل الإرسالي محور هذه الوثيقة، وإلى الفرح الذي يقدم من خلاله الأب الأقدس الإنجيل  حيث تتكرر كلمة "الفرح" 59 مرة. وأضاف المطران بالديسيري أن البابا أشار بوضوح إلى مقترحات السينودس المذكور 27 مرة "مطورا الإرشاد الرسولي في إطار عقائدي يقوم على مراجع بيبلية وحبرية، مع تناول جوانب الإيمان المختلفة حيث تترسخ المبادئ والعقيدة المتجسدة في الحياة".

أشار من جهة أخرى إلى حديث البابا عن آباء الكنيسة وعن أهمية معلمي القرون الوسطى ولاهوتيي العصر الحديث. ثم لفت الأنظار إلى إشارة الأب الأقدس إلى إرشادات رسولية سابقة عديدة وإلى وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني، وإلى اهتمام الأب الأقدس بالسينودسية التي تأخذ أشكالا مختلفة. ونوه أمين عام سينودس الأساقفة إلى احتواء الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس على أفكار رعوية من كنائس محلية مختلفة في العالم، ما يؤكد ممارسة المجمعية بشكل ملموس. وشدد من جهة أخرى على أهمية خبرة البابا فرنسيس الشخصية كرئيس أساقفة بوينوس أيريس ونشاطه الرعوي ومساهمته في صياغة وثيقة أباريسيدا التي تُعتبر مرجعا هاما لكنائس أمريكا اللاتينية. ومن هذه التجربة تنطلق دعوة البابا فرنسيس إلى "روحانية شعبية" أي " روحانية حقيقية متجسدة في ثقافة البسطاء".

تحدث المطران بالديسيري أيضا عن اهتمام البابا في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" بما وصفه بـ "البعد الاجتماعي للكرازة"، والذي يخصص له جزءً كبيرا من الوثيقة. ويدعو الأب الأقدس في هذا الإطار إلى الدمج الاجتماعي للفقراء والذي يعتبره "صرخة من أجل العدالة والكرامة، على الكنيسة أن تصغي إليها".








All the contents on this site are copyrighted ©.