2013-11-22 14:09:17

البابا فرنسيس: نحن هيكل الله وروح الله يسكن فينا


"الهيكل هو المكان المقدّس الذي نعبد الرب فيه" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وأكّد أن الإنسان، "هيكل الروح القدس"، مدعوٌّ ليصغي لصوت الله في داخله، ليطلب منه الغفران ويتبعه.

فالهيكل، تابع الأب الأقدس يقول، هو ذلك البناء الحجري حيث يحفظ شعب الله روحه أمام الله، لكنه أيضًا جسد كلّ فرد منّا حيث يتكلّم الله والقلب يصغي. تركزت عظة الأب الأقدس حول هذين البعدين اللذين يسيران في خطّين متوازيَين في الحياة المسيحية، وقد استوحى البابا تأمله في يوم الجمعة هذا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر المكابيّين الأول والتي تخبرنا عن يهوذا المكابيّ وإخوته الذين صعدوا بعد الحرب إلى الهيكل لتطهير المقادس وتدشينها. أضاف البابا يقول: الهيكل هو مرجع الجماعة، ومرجع شعب الله، ويقصده المؤمنون لأسباب عديدة ، وإنما هناك سبب أساسي يفوق الأسباب الأخرى: فالهيكل، تابع البابا يقول، هو المكان الذي تجتمع فيه الجماعة للصلاة وتمجيد الله وشكره، وإنما خصوصًا لتقديم العبادة الواجبة له: الهيكل هو مكان عبادة الله وهذه هي النقطة الأساسيّة. يشكل الهيكل أيضًا مكان الاحتفالات الليتورجية: التي تتضمن الأناشيد والطقوس الجميلة لكن تبقى العبادة البعد الأهم: حيث تجتمع الجماعة كلها وعيونها شاخصة إلى المذبح حيث تُقدّم الذبيحة والعبادة.

أضاف البابا فرنسيس يقول: أعتقد أننا نحن المسيحيين قد فقدنا قليلاً معنى هذه العبادة إذ نعتقد بأننا بذهابنا إلى الكنيسة نحن نجتمع بإخوتنا وهذا أمر مهمّ لكننا ننسى أحيانًا أن المحور والأساس هو الله، وبأننا نعبده. لنسأل أنفسنا، تابع الحبر الأعظم يقول، هل تشكل كنائسنا أماكن للعبادة؟ هل تساهم احتفالاتنا بتعزيز العبادة؟ فيسوع، تابع الأب الأقدس يقول، قد طرد الباعة من الهيكل لأنهم حوّلوه من بَيت صَلاة، إلى مَغارَة لصوص. لكن، أضاف البابا يقول، هناك أيضًا هيكل آخر وله قدسيته وأهميته في حياة الإيمان، ويجب أخذه بعين الاعتبار.

يكتب القديس بولس قائلاً: "أنتم هياكل الروح القدس" أي أن كل واحد منا هو هيكل وأن روح الله يسكن فيه، ويكتب رسول الأمم أيضًا: "لا تحزنوا روح الرب الساكن فيكم" وهنا يمكننا أن نتحدث عن نوع من العبادة الداخليّة، أي عن القلب الذي يعرف أن روح الله يسكن في داخله ويبحث عنه، يعرف أنه هيكل للروح القدس ويصغي إلى إلهاماته ويتبعه.

صحيح أن إتباع الرب يتطلب منا تطهيرًا مستمرًّا لأننا جميعنا خطأة، تابع البابا يقول، ونحن يمكننا أن نُطهر نفوسنا بالتوبة والصلاة، وبسريّ المصالحة الافخارستيا. وعندها وبفضل هذين الهيكلين - الهيكل المادي أي مكان العبادة، والهيكل الروحي أي قلب كلّ واحد منا حيث يقيم الروح القدس – تتغيّر حياتنا ونصبح أشخاصًا تعبد وتصغي، تصلّي تسأل المغفرة، وتمجّد الرب. ولذلك، عندما نتحدث عن فرح الهيكل نحن نتحدث عن فرح الجماعة كلها، فرح الجماعة التي تعبد الله وتصلّي، تحمد الرب وتمجده. لأن كل منا في علاقة الصلاة مع الله المقيم في داخله، بإصغائه وجهوزيته هو هيكل بحد ذاته. لنطلب من الله أن يمنحنا النعمة لنحقق معنى الهيكل الحقيقي في حياتنا ونتمكن من السير إلى الأمام محققين في حياتنا العبادة الإصغاء لكلمة الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.