2013-11-18 15:55:56

بطريرك القدس للاتين يختتم بقداس احتفالي في الناصرة "سنة الإيمان"


ترأس بطريرك القدس للاتين صاحب الغبطة فؤاد الطوال أمس الأحد قداس اختتام "سنة الإيمان" في الناصرة بحضور حشد غفير من المؤمنين، وألقى عظة قال فيها إن الإيمان ليس مجرد قبول فكري وعقلي لحقائق معينة حول الله ولكنه فعل استسلام بنوي حر وطوعي لله الآب الذي يحبنا ويعتني بنا وهو انتماء والتزام كامل، وأضاف أن الإيمان الصادق هو الذي يترجم إلى أعمال محبة على صعيد العلاقة مع الله أولاً والإنسان ثانياً. هذه المحبة الفعّالة التي تغمر قلب المؤمن، تدفعه لحمل بشارة الإيمان وإعلانها بين الأهل والأقارب. وأشار البطريرك طوال إلى أن الإيمان يعني أيضا أن نؤمن بمحبة الله التي لا تضعُف أمام شر الإنسان وشغفه بالحرب والعنف، والتي تستطيع أن تحول الشر وكل أشكال الموت والعبودية، إلى إمكانية للسلام والحياة؛ فالله لن يتوقف يوماً عن مسامحتنا وغفران خطايانا. وتابع بطريرك القدس للاتين يقول: هل نحن مستعدون لأن نؤدي شهادة الإيمان في كل حين؟ فنكون له شهوداً في أورشليم وكل اليهودية والسامرة، حتى أقاصي الأرض.

وأشار البطريرك طوال لأمسية الصلاة مع البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس يوم السابع من أيلول سبتمبر الفائت، وقال إنها صلاة أوقفت حربا كادت أن تستعر وتشتعل، صلاةٌ مصحوبة بالصوم بإيمان منعت صواريخ الدمار التي أوشكت أن تُمطر المنطقة، صلاةٌ بإيمان أعادت المنطق والرشد إلى من بيدهم مصير الشعوب. قوة الصلاة والصوم والتوبة غلبت قوة الموت والحقد والكراهية. وختم البطريرك فؤاد الطوال عظته قائلا: من هنا، من على جبل القفزة، يسطع لنا أجمل مثال للإيمان والطاعة وقبول مشيئة الله، في شخص أمنا مريم العذراء، بنت الناصرة وسيدة فلسطين وشفيعتها. إيمان مريم هو إيمان بلا شك وخوف. إيمان يقبل بطاعة وصبر واستسلام، سيف الحزن والألم الذي جاز في نفسها وفي قلبها. هو إيمان صامت، فمريم كانت تحفظ كل شيء وتتأمله في قلبها. هو إيمان مصل من خلال هذا الصمت وهذا التأمل. هو إيمان يتحدى ويقبل أن يقف عند أقدام يسوع المصلوب. وإن كانت قد انتهت سنة الإيمان "زمنياً"، فالإيمان لم ينته ولن يتوقف. بل حري بنا وواجب علينا أن نواصل المسيرة، وأن نواصل الصلاة، ونواصل الاجتماعات واللقاءات، وأن نواصل قراءة الكتاب المقدس والكتب الروحية.








All the contents on this site are copyrighted ©.