2013-11-11 15:28:52

افتتاح الدورة العادية السابعة والأربعين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر الاثنين في الصرح البطريركي في بكركي الدورة العادية السابعة والأربعين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان حول موضوع "الشهادة في حياة الكنيسة ورسالتها في لبنان" بمشاركة بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر؛ بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وحضور السفير البابوي المطران غابرييلي كاتشا الذي شارك في جلسة الافتتاح ولفيف من الأساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات. ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، قال البطريرك الراعي في كلمته: من صميم جوهر الكنيسة وحياتها ورسالتها، الشهادة ليسوع المسيح، لشخصه، لمحبته العظمى، لسرّ موته وقيامته، لفداء الجنس البشري وخلاص العالم. فللمسيحيين الأُوَل الذين نواصل نحن حضورهم في هذا الشرق، كانت الوصية والارسال الدائمان: "وتكونون لي شهودًا في أورشليم وكل اليهودية والسّامرة، حتى أقاصي الأرض".

أضاف البطريرك الراعي أن الشهادة الحقيقية الفاعلة هي التي تنبع من الإيمان المسيحي "العامِل بالمحبة" ولكي تكون شهادة إيماننا كذلك، ينبغي أن نتعمّق، نحن وشعبنا في كلام الله المنقول إلينا في الكتب المقدسة، وعبر تقليد الكنيسة الحي وتعليمها؛ وأن نُنضّجه بالصلاة والمشاركة في الليتورجيّة الإلهية والحياة الأسراريّة؛ وأن نجسّده بأفعال المحبة الاجتماعية الظاهرة في إنماء الشخص البشري ماديًّا وإنسانيًّا وروحيًّا وثقافيًّا، وإنماء المجتمع على مستوى الاقتصاد والعدالة الاجتماعية والحداثة.

وأشار البطريرك الماروني إلى أن البابا فرنسيس وفي رسالته العامة "نور الإيمان"، أراد أن يُشير إلى حاجة العالم المتخبّط في ظلمات الإلحاد والحروب والفقر والعنف واللاأخلاقيّة والنزاعات، إلى نور المسيح، وتابع: كم لبنان بحاجة إلى نور المسيح! لكي يخرج من ظلمة النزاع السياسي ـ المذهبي المعطِّل لقيام المؤسسات الدستورية ولدورها، ومن ظلمة الفقر والأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، ومن ظلمة الحقد والتباغض والتقاتل، ومن ظلمة فتور المحبة في القلوب وانحطاط الأخلاق! وكم بلدان الشرق الأوسط بحاجة لنور المسيح! كي تخرج من ظلمة الحرب والعنف والإرهاب ومن ظلمة القتل والتدمير، ومن ظلمة العمى الروحي والتعصّب الديني والأصوليات.

إن الواجب الوطني يقتضي العمل الدؤوب والمسؤول على إيجاد المخرج للازمة السياسية والاقتصادية في لبنان وللخلافات الداخلية وللأخطار الأمنية بدءًا بتأليف حكومة قادرة ووضع قانون جديد للانتخابات، يؤمّن المناصفة وحسن التمثيل ويحفظ المساواة والممارسة الديمقراطية العادلة، وبإجراء الانتخابات النيابية في أسرع ما يمكن.

وأكد البطريرك الراعي أن الحضور المسيحي في لبنان وبلدان الشرق الأوسط إنّما هو للشهادة والخدمة والرسالة. فلا هجرة ولا خوف، وبخاصة لا تقوقع ولا ذوبان. فالتقوقع يلغي رسالتنا، والذوبان يقضي على هويتنا. هذا هو خيارنا الشخصي والجماعي، لأنّه ينبثق من إيماننا المسيحي... وختم قائلا: في ختام سنة الإيمان، نسأل الله أن يُذكي في القلوب هبة الإيمان، فنضع في صميم حياتنا الشخصية والكنسية أولوية الله بالمسيح. فالكنيسة لا تفترض أبدا الإيمان كأنه أمر مُكتسب وجامد، بل تدعو إلى تغذيته وتقويته، لكي يتمكّن من أن يقود مسيرتنا نحو الشهادة.








All the contents on this site are copyrighted ©.