2013-11-03 14:13:19

البابا في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي: يسوع رحوم ولا يتعب أبدا من المغفرة


أطل البابا فرنسيس ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع حشد غفير من المؤمنين القادمين من أنحاء مختلفة من إيطاليا والعالم، غصت بهم ساحة القديس بطرس، وألقى الحبر الأعظم كلمة قال فيها إن إنجيل هذا الأحد بحسب القديس لوقا يتحدث عن دخول يسوع مدينة أريحا، وهو في طريقه نحو أورشليم. وهي المحطة الأخيرة من رحلة تلخص بذاتها معنى حياة يسوع كلها، المكرسة للبحث عن الخراف الضالة وخلاصها. وأشار البابا إلى حصول حدث فرح جدا في أريحا ألا وهو توبة زكّا. إنسان محتقَر، لأنه عشار لا بل رئيس العشارين في المدينة وسارق. وإذ لم يتمكن من الاقتراب من يسوع بسبب سمعته السيئة، ولكونه قصير القامة، تسلق زكّا شجرة ليرى المعلم وهو مارّ.

أضاف الحبر الأعظم أن هذا العمل الخارجي يعبّر عما في داخل الإنسان الذي يسعى لأن يتعرف على يسوع. ولم يكن زكّا نفسه يدرك المعنى العميق لتصرفه، ولم يكن يأمل حتى بتقليص المسافة التي تفصله عن الرب؛ واكتفى برؤيته فقط وهو مار. لكن يسوع، وحينما اقترب من تلك الشجرة، دعاه باسمه "يا زكّا انزل على عجل، فيجب علي أن أُقيم اليوم في بيتك". وتابع البابا قائلا إن هذا الرجل القصير القامة كان مرذولا من الجميع وبعيدا عن يسوع، لكن يسوع دعاه باسمه، ويعني اسم زكا "الله يتذكّر". ومضى يسوع إلى بيت زكا ما أثار انتقاد الناس في أريحا: كيف يكون هذا؟ يريد أن يقيم في بيت عشار؟ نعم، لأنه كان ضالا، وقال يسوع "اليوم حصل الخلاص لهذا البيت، فهو أيضا ابن ابراهيم". ومذ ذاك اليوم دخل الفرح بيت زكّا. دخل السلام والخلاص، دخل يسوع.

وأشار الحبر الأعظم إلى أن ما مِن وضع اجتماعي، وما من خطيئة تستطيع أن تمحو من ذاكرة الله وقلبه أحدا من أبنائه. "الله يتذكّر" دائما، ولا ينسى أحدا من الذين خلقهم؛ فهو أب، وفي انتظار يقظ ومُحب كي يرى الرغبة في العودة إلى البيت تولد مجددا في قلب الابن. وعندما يدرك تلك الرغبة، يكون فورا إلى جانبه، وبواسطة غفرانه يجعل مسيرة التوبة والعودة أكثر سهولة. وأضاف البابا: إذا كنت تخجل من أشياء كثيرة اقترفتها، توقف لحظة، لا تخف، وفكّر بأن هناك "أحدا" في انتظارك. إنه يسوع الذي ينتظرك. يسوع رحوم، ولا يتعب أبدا من المغفرة.

وختم الحبر الأعظم كلمته قائلا: لندع يسوع يدعونا باسمنا أيضا! ولنصغ في عمق أعماق قلبنا لصوته الذي يقول لنا "يجب علي أن أُقيم اليوم في بيتك"، أي في حياتك. ولنستقبله بفرح: فهو قادر على أن يغيّرنا، ويحررنا من الأنانية، ويجعل حياتنا عطية محبة. وبعد صلاة التبشير الملائكي حيا البابا جميع الحاضرين، لاسيما العائلات والرعايا والقادمين من دول عديدة في العالم، والمؤمنين القادمين من لبنان ومدينة مدريد، وتمنى للجميع أحدا سعيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.