2013-10-21 14:47:09

البابا فرنسيس: "تبصّروا واحذروا كل طمع، لأن حياة المرء، وإن اغتنى، لا تأتيه من أمواله"


"الطمع والتعلق بالمال يدمران الأشخاص والعائلات والعلاقات مع الآخرين" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان ودعا الجميع لاستعمال الخيور التي يعطينا الله إياها لمساعدة المعوزين والمحتاجين.

استهل البابا عظته انطلاقًا من نص الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم والذي يخبرنا فيه القديس لوقا عن رجل سأل يسوع أن يتدخل ويأمر أخاه بأن يقاسمه الميراث، وقال هذه مشكلة نواجهها يوميًّا، نرى العديد من العائلات التي دُمِّرت بسبب المال: أخ يقوم على أخيه، وأب على أبنه... هذه أولى نتائج التعلق بالمال: عندما يتعلق المرء بالمال يدمر نفسه وعائلته! نحن بحاجة للمال لنقوم بأعمال صالحة، وننمي البشريّة ولكن عندما يتعلق قلبنا بالمال يدمّرنا!

تابع البابا فرنسيس يقول: يخبرنا يسوع في إنجيل اليوم مثل الرجل الغني الذي "يَكنِزُ لِنَفْسِهِ ولا يَغتَني عِندَ الله"، ويدعونا للتبصر والابتعاد عن كل طمع: لأن طمع المال شرّ عظيم! والإنسان يرغب دائمًا بامتلاك المزيد مما يحمله ليعيش نوع من العبادة للمال فيدمر ذاته وعلاقته بالآخرين! والطمع هو كالمرض أيضًا لأنه يجعلك تفكر بكل شيء في ضوء المال وأهميته فتمرض وتدمر نفسك! والأهم من هذه كله أن الطمع يحملنا في درب تتناقض مع الدرب التي رسمها لنا الله، فيسوع المسيح، يقول القديس بولس، قَدِ افتَقَرَ لأَجْلِنا وهو الغَنِيُّ لِنغتني بِفَقْرِه، وهذه هي درب الرب: درب التواضع والتنازل للخدمة! لكن الطمع يقودنا في طريق أخرى: إنسان فقير يكنز لنفسه ليصبح إلهاً لنفسه!

أضاف الأب الأقدس يقول: لذلك نسمع يسوع يتحدث بشكل قاسٍ عن المال واكتنازه، فيقول لنا: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال" ويدعونا لنستسلم بثقة بين يدي الآب الذي ينمي زنابق الحقل ويُرزق طيور السماء قائلاً: " فلا تَهْتَمُّوا فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أوماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟ فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إِلى هذا كُلِّه. فَاطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه. لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه".

تابع الأب الأقدس يقول: لقد كان الرجل الغنيّ يفكرّ فقط كيف يمكنه أن يغتني أكثر لكن الرب قال له: "يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟" هذا هو مصير "مَن يَكنِزُ لِنَفْسِهِ ولا يَغتَني عِندَ الله" فهو يختار دربًا تبعده عن الله والحياة وتدمر كل رابط أخوة مع الآخرين!

ختم الأب الأقدس عظته بالقول: يدعونا الرب ويرشدنا لنعيش الفقر كدرب نسلكها، وكأداة ليكون الله هو ربنا الأوحد، وتكون الخيرات التي يمنحنا الله إياها للمساهمة في نمو العالم والبشريّة ومساعدة الآخرين! وأضاف: لتبقى كلمة الرب لنا اليوم ثابتة في قلوبنا: "تَبصَّروا واحذَروا كُلَّ طَمَع، لأَنَّ حَياةَ المَرءِ، وإِنِ اغْتَنى، لا تَأتيه مِن أًموالهِ".








All the contents on this site are copyrighted ©.