2013-10-14 15:11:07

البابا فرنسيس: " الرحمة هي الآية التي يعدنا بها يسوع وهي علامة الغفران الذي يمنحنا إياه بواسطة موته وقيامته"


"علينا أن نحارب "أعراض" النبي يونان التي تحملنا على الاعتقاد بأننا يمكننا أن نخلص بأعمالنا فقط" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان ونبّه من مواقف التديّن المتشدّدة التي تهتم فقط بتطبيق الشريعة وتُهمل خلاص الضعفاء والخطأة.

"أعراض يونان" و"آية يونان" هما النقطتان الأساسيتان التي تمحورت حولهما عظة الأب الأقدس وقال: يحدثنا يسوع في إنجيل اليوم عن "الجيل الفاسد"، إنها عبارة قويّة، لكن يسوع لا يقصد بها الجمع الذي كان يتبعه لأنه أحبّه وآمن به، وإنما بقوله هذا هو يعني الكتبة ومعلّمي الشريعة الذي كانوا يحاولون مرارًا وتكرارًا أن "يصطادوه بكلمة". هؤلاء بالذات كانوا يطلبون آية ويجيب يسوع قائلاً: "لَن يُعْطوا سِوى آيةِ يُونان". تابع البابا فرنسيس يقول إنما هناك أيضًا "أعراض يونان" فقد دعاه الرب ليذهب إلى نينوى أما هو فهرب إلى ترشيش، كان يونان شخصًا متعلقًا بالشريعة ولم يشفق قلبه على الخطأة بل قال في نفسه "هذه هي الشريعة وهذا ما عليهم أن يفعلوه فليتحملوا مسؤوليّة أفعالهم" ومضى، أضاف الأب الأقدس يقول هؤلاء الذين يعيشون "أعراض يونان" هذه هم مراؤون لأنهم لا يريدون خلاص الضعفاء والخطأة.

تابع الحبر الأعظم يقول: هؤلاء الأشخاص لا يرغبون بتوبة الخطأة بل يبحثون عن قداسة جميلة خارجيًّا خالية من أية شائبة دون أن يتوجب عليهم الخروج لحمل بشارة الرب. وأمام هذا الجيل المصاب بـ "أعراض يونان"  يعد الرب فقط بآية يونان، ويقول: "فكما بقي يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، فكذلك يبقى ابن الإنسان في جوف الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال".

أضاف البابا فرنسيس يقول هناك مثل في الإنجيل يعطينا صورة واضحة عن هذا الموقف وهو مثل الفريسي والعشار اللذان صعدا إلى الهيكل للصلاة. وقف الفريسي الواثق من نفسه يصلّي قائلاً: اللهم أنا أشكرك إني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء. بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني أنا الخاطئ. أضاف الأب الأقدس يقول: الرحمة هي الآية التي يعدنا بها يسوع وهي علامة الغفران الذي يمنحنا إياه بواسطة موته وقيامته، كما يقول لنا يسوع نفسه: "أريد رحمةً لا ذبيحة!"

تابع الحبر الأعظم يقول: يتحدث يسوع في إنجيل اليوم عن "الجيل الفاسد" ثم يقول بأن ملكةً وثنيّة، مَلِكَةُ التَّيمَنِ ستَقوم يَومَ الدَّينونَةِ مَعَ رِجالِ هذا الجيلِ وتَحكُمُ علَيهِم، وذلك لأنها جاءت من أقاصي الأرض لتبحث عن حكمة الله. فـ"أعراض" النبي يونان تحملنا على الاكتفاء الذاتي، لنكون مسيحيين كاملين ظاهريًّا ولا عيب فيهم لأننا نتمم واجباتنا والوصايا وهذا لمرض خطير لأننا بذلك نرفض "آية يونان" أي رحمة الله من خلال يسوع المسيح الذي مات وقام من أجلنا ليخلصنا! وهذا ما يعلنه أيضًا القديس بولس في الرسالة التي تقترحها علينا الليتورجيّة اليوم إذ يقول: مِن بولُسَ عَبْدِ المسيحِ يسوع دُعِيَ لِيَكونَ رَسولاً وأُفرِدَ لِيُعلِنَ بِشارةَ الله، تِلكَ البِشارةَ الَّتي سَبَقَ أَن وَعَدَ بِها على أَلسِنَةِ أَنبِيائِه في الكُتُبِ المُقَدَّسة...أَنتُم أَيضًا مِنها، دَعاكُم يسوعُ المسيح. فـ "آية يونان" تدعونا نحن الخطاة جميعًا لإتباع الرب بوداعة وتواضع، ولكن أمام هذه الدعوة نحن مدعوون لنختار.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: تضعنا الليتورجيا اليوم أمام أنفسنا لنتساءل ونختار: ماذا أريد وماذا أفضل؟ "أعراض يونان" أم "آية يونان" ؟








All the contents on this site are copyrighted ©.