2013-10-11 13:41:31

البابا يستقبل الجالية اليهودية في روما ويحذر الأجيال الفتية من مغبة الانجرار وراء أيديولوجيات جديدة وتبرير الشر


استقبل البابا فرنسيس في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الجمعة في قاعة البابوات بالقصر الرسولي بالفاتيكان حاخام روما الأكبر ريكاردو دي سينيي يرافقه ممثلون عن الجالية اليهودية في روما لمناسبة إحياء الذكرى السنوية السبعين لترحيل يهود روما إلى مخيمات الاعتقال النازية. وجه البابا لضيوفه كلمة مسهبة استهلها مرحبا بالحاخام دي سينيي. وقال: شالوم! يسرني أن استضيفكم اليوم وأن تتسنى لي إمكانية توسيع حلقة اللقاءات التي جمعتني إلى عدد من الممثلين عن الجالية اليهودية في العشرين من آذار مارس الماضي. وأضاف البابا أنه وبصفته أسقف روما يشعر بقرب الجماعة اليهودية في المدينة الخالدة، مشيرا إلى أن حضورها الذي يعود لأكثر من ألفي سنة خلت هو الأقدم في أوروبا الغربية!

بعدها أشار الحبر الأعظم إلى الإسهام الذي قدمه المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في مجال تحقيق التقارب وتوطيد العلاقات الأخوية مع أتباع الديانة اليهودية ولفت إلى أن مأساة الحرب العالمية الثانية علّمت اليهود والكاثوليك كيفية السير معا، وقال إن إحياء الذكرى السنوية السبعين لترحيل اليهود إلى مخيمات الاعتقال النازية، التي سيتم الاحتفال بها خلال الأيام القليلة المقبلة، تشكل فرصة للصلاة على نية أشخاص أبرياء ذهبوا ضحية همجية البشر، كما أن هذه المناسبة تحثنا جميعا على اليقظة كي لا تتكر حالات انعدام التسامح وظاهرة معاداة السامية، أكان في روما أم في أنحاء العالم كافة.

واعتبر البابا أن الالتزام في تحقيق التقارب بين الجماعتين على الصعيد الفكري لا يأتي بنتيجة إن لم يكن مرفقا بثقافة التلاقي، التي تتمخض عنها علاقات أصيلة، بعيدة عن الأحكام المسبقة وانعدام الثقة. وقال البابا إنه يأمل بأن يساهم في تحقيق مزيد من التقارب بين الكاثوليك واليهود، هنا في روما، كما فعل في بوينوس أيريس عندما كان رئيس أساقفة على العاصمة الأرجنتينية.

وفي معرض حديثه عن أحداث الحرب العالمية الثانية أشار البابا فرنسيس إلى أن يوحنا بولس الثاني شدد على أهمية الذاكرة في إطار عملية بناء مستقبل من المستحيل أن تتكرر فيه أحداث المحرقة النازية. وهذا ما أكده أيضا البابا الفخري بندكتس السادس عشر خلال زيارته معتقل أوشفيتز ببولندا عام 2006، عندما قال إن الماضي يعنينا ويظهر لنا السبل الواجب تفاديها وتلك الواجب اتّباعها.

كما اعتبر البابا فرنسيس أن إحياء الذكرى السنوية السبعين لترحيل يهود روما إلى مخيمات الاعتقال النازية يشكل أيضا دعوة للشبان وللأجيال الفتية كي لا تنجر أبدا وراء أيديولوجيات جديدة ولا تبرر الشر إطلاقا، وكي تُبقي مستوى الحذر عاليا إزاء ظاهرتي العنصرية ومعاداة السامية. وختم الحبر الأعظم معربا عن أمله بأن تساهم هذه المبادرة، وغيرها من المبادرات المماثلة، في نسج علاقات من الصداقة والأخوة بين اليهود والكاثوليك في مدينة روما العزيزة على قلب الجميع.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.