2013-10-10 13:30:52

البابا فرنسيس: يسوع هو النعمة الحقيقيّة التي ننالها!


"علينا أن نكون أكثر شجاعة في صلاتنا لنكتشف النعمة الحقيقيّة التي يمنحنا الله إياها" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان والتي تمحورت حول النص الذي تقدمه لنا الليتورجيا اليوم من إنجيل القديس لوقا والذي يخبرنا فيه يسوع عن أهميّة الصلاة بثقة ولجاجة ويقول: "اِسأَلوا تُعطَوا، اُطلُبوا تَجِدوا، اِقرَعوا يُفتَحْ لَكم. لأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلْ يَنال، ومَن يَطلُبُ يَجِد، ومَن يَقرَعُ يُفتَحُ له".

استهل البابا عظته انطلاقًا من المثل الذي ضربه يسوع لتلاميذه عن الصديق اللجوج الذي ينال ما يحتاجه للجاجته فقط، لينطلق بتأمله حول طريقة ونوعيّة صلاتنا وقال: كيف نصلّي؟ هل نصلي لأن الصلاة أصبحت عادة وروتينا؟ أم نقف بشجاعة أمام الرب ونطلب النعمة التي نحتاجها؟ الشجاعة في الصلاة: فالصلاة التي تفتقد للشجاعة ليست صلاة حقيقيّة، الشجاعة في الصلاة هي ثقة بالرب الذي يصغي، لذا علينا أن نتحلى بالشجاعة لنقرع الباب كما يقول لنا يسوع: "لأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلْ يَنال، ومَن يَطلُبُ يَجِد، ومَن يَقرَعُ يُفتَحُ له"، وإنما يجب علينا أن نسأل ونطلب ونقرع أولاً.

هل نسمح لصلاتنا بأن تلمسنا؟ هل نعرف كيف نقرع على باب قلب الرب؟ تابع الأب الأقدس يسأل، يقول لنا يسوع في إنجيله: "فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ أَبناءَكُم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيّ، بِأَن يهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه!" وهذا لأمر عظيم! أضاف البابا فرنسيس يقول: عندما نصلي بشجاعة يمنحنا الرب النعمة التي نطلبها ويمنحنا معها ذاته: أي الروح القدس! فالرب لا يرسل لنا النعم بواسطة البريد الالكتروني بل يحملها بنفسه إلينا إذ أنه هو النعمة بذاتها، والذي نسأله عادة في صلاتنا هو الورق الذي يغلف النعمة! لأن يسوع هو النعمة الحقيقيّة التي ننالها! فإن كانت صلاتنا شجاعة ننال ما نحتاجه ولكننا ننال الأهم أيضًا: يسوع المسيح الرب والمخلّص.

نقرأ في الكتاب المقدس عن بعض الذين نالوا النعم وذهبوا تماما كالبرص العشرة الذين شفاهم يسوع ولكن واحدًا منهم فقط عاد ليشكره، وهذا ما فعله أيضًا أعمى أريحا بعد شفائه شكر الرب "وتبعه في الطريق" كما يخبرنا الإنجيلي متى. علينا أن نصلّي بشجاعة الإيمان، ونطلب أيضًا في صلاتنا ما لا تجرؤ الصلاة أن ترجوه أي الله نفسه!

تابع الأب الأقدس يقول: نحن نصلي ونطلب النعم من الله ولكننا لا نجرؤ أبدًا أن نقول للرب تعال يا رب واحمل لي النعمة التي أطلبها! نعلم جيدًا أن كل النعم هي منه وأنه هو الذي يحملها إلينا فلا نكوننَّ إذا ناكرين للجميل ولنشكره عندما يحمل إلينا نعمه.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: لنطلب من الرب أن يعطينا ذاته مع كل نعمة يحملها إلينا، ويمنحنا نعمة أن نعرفه ونشكره تمامًا كمرضى الإنجيل الذين شفاهم ومجدوا الله! عندها فقط نكون قد وجدنا الله والتقيناه!








All the contents on this site are copyrighted ©.