2013-10-06 13:21:13

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس: "لنقبل مسبحة الوردية من يدي مريم: إنها مدرسة الصلاة ومدرسة الإيمان"


أطل البابا فرنسيس ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع حشد غفير من المؤمنين والحجاج، غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة استهلها بالقول: أودّ قبل كل شيء أن أشكر الله على زيارتي لمدينة أسيزي فقد كانت أول زيارة لي لهذه المدينة وإنها لنعمة كبيرة أنّني قمت بزيارة الحج هذه في عيد القديس فرنسيس الأسيزي.

تابع الأب الأقدس يقول: يبدأ إنجيل اليوم بهذه الآية: "في ذلك الزمان، قالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: "زِدْنا إِيمانًا" (لو 17، 5- 6). يبدو لي أنه طلب يمكننا أن نطلبه جميعًا خصوصًا في سنة الإيمان هذه، يمكننا أن نقول للرب يسوع تمامًا كالرسل: "زِدْنا إِيمانًا". نعم يا رب، إيماننا صغير وضعيف لكننا نقدمه لك هكذا كما هو لتنمّيَه، لنكرر معًا: يا رب، زدنا إيمانًا!

ماذا يجيبنا الرب؟ يجيبنا قائلاً: "إِذا كانَ لَكم إِيمانٌ بِمقْدارِ حَبَّةِ خَردَل، قُلتُم لِهذِه التُّوتَة: اِنقَلِعي وَانغَرِسي في البَحر، فَأَطاعَتْكم". حبة الخردل صغيرة جدًّا، لكن يسوع يقول لنا أنه يكفي أن يكون إيماننا بمقدارها وأن يكون حقيقيّ لنتمكن من فعل ما هو مستحيل بشريًّا. وهذا صحيح! جميعنا نعرف أشخاصًا بسيطين ومتواضعين لكن إيمانهم قوي وينقل الجبال! لنتأمل ببعض الأمهات والآباء الذين يواجهون حالات صعبة أو أمراضا خطيرة، لكنهم يمنحون السلام والطمأنينة للذين يزورونهم ويلتقونهم. هؤلاء الأشخاص لا يتبجحون بما يفعلونه بل كما يطلب يسوع في الإنجيل يقولون: "نَحنُ عَبيدٌ لا خَيرَ فيهِم، وما فَعَلْنا إلا ما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَ" (لو 17، 10).

أضاف الأب الأقدس يقول: في شهر تشرين الأول المخصص للرسالات، لنفكّر بالعديد من المرسلين رجالاً ونساءً الذين ولكي يحملوا الإنجيل واجهوا صعوبات متعددة وضحوا بحياتهم كما يقول القديس بولس لتلميذه تيموتاوس: "لا تستحي بالشهادة لربنا، ولا تستحي بي أنا سجينه، بل شاركني المشقات في سبيل البشارة، وأنت متكل على قدرة الله" (2 تيم 1، 8). هذا يخصنا جميعًا: إذ أنه باستطاعة كل منّا أن يشهد ليسوع في حياته اليومية بقوة الله وقوة الإيمان.

تابع البابا فرنسيس يقول: من أين نستقي هذا الإيمان؟ من الله وبواسطة الصلاة! فالصلاة هي روح الإيمان، وفي علاقة الثقة والحب لا يمكن للحوار أن يغيب أبدًا! والصلاة هي حوار الروح مع الله. شهر تشرين الأول هو أيضًا شهر الورديّة المقدسة، وفي هذا الأحد الأول من شهر تشرين الأول تُتلى بحسب التقليد صلوات العذراء سلطانة الورديّة المقدسة، سيّدة بومباي. لنتحد روحيًّا بأمنا العذراء مريم في فعل الثقة والتسليم هذا ولنقبل من يديها مسبحة الوردية: إنها مدرسة الصلاة ومدرسة الإيمان.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي قال الأب الأقدس: لقد تم الاحتفال أمس في مدينة مودينا بإيطاليا بتطويب الإكليريكي رولاندو ريفي، الذي قُتل عام 1945 وهو ابن أربعة عشرة سنة، لمجرد ارتدائه لثوبه الكهنوتي في فترة ما بعد الحرب التي شهدت أعمال عنف ضد المكرسين والإكليريكيين. لكن الإيمان بيسوع يغلب روح العالم! لنشكر الله على هذا الشهيد الشاب، والشاهد القوي للإنجيل!








All the contents on this site are copyrighted ©.