2013-10-05 13:35:37

البابا فرنسيس: يمكننا أن نذهب إلى الضواحي فقط إن حملنا كلمة الله في قلوبنا وسرنا مع الكنيسة


التقى قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الجمعة بالكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين الملتزمين بالمجالس الراعوية في أبرشيّة أسيزي في كنيسة القديس روفينو حيث نال القديس فرنسيس والقديسة كلارا سرّ المعمودية، وألقى كلمة استهلها بالحديث عن المعموديّة وقال: إن ذكرى المعمودية مهمّة جدًّا، لأنها ولادتنا الجديدة كأبناء لأمنا الكنيسة. روح واحد ومعموديّة واحدة وإنما مواهب وخدمات متعدّدة! كم هي عظيمة هذه العطيّة أن نكون كنيسة وجزءًا من شعب الله! تناغم وشركة في الاختلاف، وهذا هو عمل الروح القدس!

تابع الأب الأقدس يقول: سأتوقف في كلمتي عند بعض النواحي من حياتكم كجماعة، لن أقول لكم أشياء جديدة لكنني أريد أن أثبتكم في تلك النواحي المهمّة التي تميّز مسيرتكم الأبرشيّة. النقطة الأولى هي الإصغاء لكلمة الله. الكنيسة هي الجماعة التي تصغي بإيمان ومحبة للرب الذي يكلمها. فكلمة الله هي التي تبعث الإيمان وتغذيه وتجدّده، هي التي تلمس القلوب وتعيدها إلى الله وهي التي تجدّد جماعاتنا باستمرار... وأضاف البابا فرنسيس يقول: أعتقد أنه بإمكاننا جميعًا أن نتحسّن من هذه الناحيّة وأن نصغي أكثر لكلمة الله لنفتقر من كلماتنا ونغتني بكلمات الله. لا يكفي أن نقرأ الكتاب المقدس فقط بل علينا أن نصغي ليسوع الذي يكلمنا من خلاله، علينا إذاً أن نقبل كلمة الله أولاً لنتمكن من نقلها بدورنا أيضًا! الروح القدس هو الذي يحي الكتاب المقدس ويساعدنا لنفهمه بعمقه وبمعناه الحقيقي والكامل! لنسأل أنفسنا: ما هو المكان الذي تحتلُّه كلمة الله في حياتي اليوميّة؟ هل أنا بتناغم مع كلمة الله أم أنني منغلق على نفسي؟

النقطة الثانية هي السير، تابع الحبر الأعظم يقول، وهي إحدى الكلمات المفضلة لدي عندما أفكر بالمسيحي والكنيسة، وأعتقد أنها أجمل خبرة يمكننا أن نعيشها: أي أن نكون جزءًا من شعب يسير في التاريخ يرافقنا ربُّنا الذي يسير في وسطنا! لسنا إذا معزولين ولا نسير وحدنا بل نحن جزء من قطيع المسيح الأوحد! أضاف البابا فرنسيس يقول لكن الأهم هو السير معًا بالتعاون والمساعدة المتبادلة، بالاعتذار والاعتراف بأخطائنا وطلب المغفرة، ولكن علينا أيضًا أن نقبل اعتذار الآخرين ونسامحهم وهذا مهمّ جدًّا! علينا أن نسير متحدين دون هروب وإسراع نحو الأمام ودون حنين إلى الماضي، لأنه خلال هذه المسيرة نلتقي ونتحدث، نتعرّف على بعضنا البعض وننمو كعائلة. لنسأل أنفسنا إذاً كيف نسير؟ كيف تسير جماعتنا الأبرشيّة؟ هل نسير معًا؟ وماذا أفعل لتسير جماعتي معًا؟

أما النقطة الثالثة هي الرسالة: حمل البشارة إلى الضواحي. إنه عنصر اختبرته شخصيًّا في بوينوس آيريس: أهميّة الخروج للذهاب للقاء الآخر في الضواحي كأماكن وإنما كأشخاص وحالات حياة أيضًا. ما هي ضواحيكم؟ لنفكر معًا ولنسأل أنفسنا ما هي ضواحي هذه الأبرشيّة؟ أولاً بالطبع هي مناطق الأطراف في الأبرشيّة ولكن هناك أيضاً الأشخاص، والواقع البشريُّ المهمّش والمرذول. إنهم أشخاص يعيشون في بعض الأحيان في "قلب" الأبرشيّة ولكنهم بعيدون روحيًّا.

لا تخافوا من الخروج والذهاب للقاء هؤلاء الأشخاص، تابع الأب الأقدس يقول، ولا تستسلموا أمام الأحكام المسبقة والعادات والتحجر الفكري والراعوي! يمكننا أن نذهب إلى الضواحي فقط إن حملنا كلمة الله في قلوبنا وسرنا مع الكنيسة تمامًا كالقديس فرنسيس، فالخلاص لا يأتي منا بل من الرب!

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: أصدقائي الأعزاء، لم أُعطكم وصَفات جديدة لأنه ليس عندي وصفات جديدة ولا تصدقوا من يقول لكم أنه يمتلكها. لكنني وجدت في مسيرة كنيستكم نواحي جميلة ومهمّة يجب تنميتها وأريدكم أن تثبتوا فيها: الإصغاء لكلمة الله، السير معاً بأخوة وحمل بشارة الإنجيل إلى الضواحي! ليبارككم الرب ولتحفظكم العذراء مريم وليساعدكم القديس فرنسيس لتعيشوا فرح كونكم تلاميذًا للرب!








All the contents on this site are copyrighted ©.