2013-10-03 14:36:16

البابا فرنسيس: الذبيحة الإلهيّة ليست نشاطًا اجتماعيًا وإنما هي حضور الرب بيننا


ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وألقى عظة أكّد فيها أنه لا يجب أن نحول ذكرى الخلاص إلى مجرّد حدث عادي، وأن الذبيحة الإلهيّة ليست نشاطًا اجتماعيًا وإنما هي حضور الرب بيننا.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر نحميا والتي تخبرنا عن عزرا الذي قرأ سفر الشريعة للشعب الذي تأثر وبكى من الفرح "لأَنَّه فَهِمَ الكَلِماتِ الَّتي عَلَّموه إِيَاها". فالشعب، قال البابا، لم يكن يذكر جيدًا كلمات الرب وشريعته ولكن عندما قرأ عزرا عليهم "في سِفرِ تَوراةِ اللهِ جَهْرًا... حتَّى فَهِموا القِراءَة" أصبحت هذه الذكرى حية ولمست قلوبهم فبكوا من الفرح لأنهم اختبروا اقتراب الخلاص.

تابع البابا يقول: هذا أمر مهم ليس فقط في اللحظات التاريخيّة وإنما في حياتنا اليوميّة أيضًا: كلنا نحمل ذكرى الخلاص، ولكن هل هي ذكرى حيّة نعيشها أم أنها أصبحت مجرّد تذكار بعيد. عندما تكون الذكرى حيّة فهي تدفئ القلوب وتبعث الفرح، وهذا الفرح هو قوتنا، أما التذكار فلا يدفئ القلب ولا يعطينا الفرح والقوة، فعيش الذكرى هو عيش حدث الخلاص، هو لقاؤنا بمحبة الله الذي دخل تاريخنا وخلّصنا، إنه لقاء خلاص ومدعاة للفرح والاحتفال.

عندما يأتي الله إلينا نفرح ونحتفل، لكننا غالبًا ما نخاف من الاحتفال: ذلك الاحتفال الأخوي البسيط ثمرة قرب الله منا، فتصبح هذه الذكرى مجرد تذكار، ويصبح ذهابنا إلى الكنيسة روتينا مضجرًا والذبيحة الإلهيّة مجرّد نشاط اجتماعي لأننا لا نعيش ذكرى الكنيسة هذه التي هي حضور الله بيننا، لنتذكر دائمًا هذا المشهد من سفر نحميا: الشعب الذي يختبر قرب الرب ويفرح، إنه فرح الرب الذي يمنحنا القوة، فنبتهج ونحتفل بلا خوف.

ختم الأب الأقدس عظته بالقول: لنطلب من الرب النعمة لتبقى ذكرى الخلاص حيّة في قلوبنا دون أن يقتلها الروتين فتصبح مجرّد تذكار بعيد.








All the contents on this site are copyrighted ©.