2013-09-29 13:42:39

البابا يترأس قداسا احتفاليا في ساحة القديس بطرس ويقول إن معلم التعليم المسيحي هو مؤمن يغذ ذكرى الله في حياته ويوقظها في قلوب الآخرين


ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد قداسا احتفاليا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان احتفالا بيوم التعليم المسيحي. وقد غصت الساحة الفاتيكانية بعشرات آلاف معلمي التعليم المسيحي القادمين من أنحاء العالم كافة. توقف البابا في عظته عند تحذير النبي عاموس "ويل للمطمئنين في صهيون والآمنين ... يضجعون على أسرة من عاج" (عاموس 6: 1، 4) يأكلون ويشربون ولا يكترثون لمشاكل الآخرين.

لفت الحبر الأعظم إلى أن كلمات النبي القاسية تحذرنا من المخاطر التي نواجهها جميعا ألا وهي الاستسلام لملذات الحياة والرخاء الذاتي. وهذا ما يعكسه أيضا مثل الرجل الغني في الإنجيل وأوضح البابا أن هذا الأمر يحصل عندما ينسى الإنسان الله، فينحصر كل شيء ضمن إطار الأنا، ولا يوجد شيء آخر سوى ذلك. وإذا فقدنا ذكرى الله، نفقد نحن أيضا هويتنا تماما كمثل الغني في الإنجيل. من هذا المنطلق تساءل البابا من هو معلم التعليم المسيحي؟ إنه الشخص الذي يحفظ ويغذي ذكرى الله. يحفظها لنفسه ويذكّر بها الآخرين.

بعدها شبه البابا معلم الدين بالقديسة مريم التي ـ وبعد أن تلقت بشارة الملاك ـ توجهت إلى نسيبتها المتقدمة بالسن أليصابات لمساعدتها، ولم تنغلق على ذاتها إطلاقا. وأكد البابا أن الإيمان بالنسبة للمسيحي يحتوي على ذكرى تاريخ الله معنا، تاريخ اللقاء مع الله، الذي خلق الإنسان وأعتقه، وهو قادر على تبديلنا. الإيمان هو ذكرى كلمته التي تدفئ القلب، وذكرى عمله الخلاصي الذي وهبنا من خلاله الحياة، وطهرنا واعتنى بنا.

معلم التعليم المسيحي ـ قال البابا ـ هو شخص لا يتحدث عن نفسه بل عن الله ومحبته وأمانته. إنه مؤمن مسيحي يحمل في نفسه ذكرى الله، ويترك هذه الذكرى تقود حياته كلها، ويوقظها في قلوب الآخرين. هذا ثم ذكّر البابا معلمي التعليم المسيحي بما كتبه القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى تيموثاوس حاثا إياه على اقتفاء "العدل والتقوى والإيمان، والمحبة والصبر والوداعة" (1 تيموثاوس 6،11).

وشدد الحبر الأعظم على ضرورة أن يتمتع معلم التعليم المسيحي بعلاقة مستمرة وحيوية مع الله ومع القريب، مشيرا أيضا إلى أهمية وضع الثقة التامة بالله وعيش المحبة والرحمة ومعاملة الآخرين كأخوة وأخوات. ختاما طلب البابا من المشاركين في القداس الإلهي أن يرفعوا الصلوات إلى الله القدير كيما يكون معلمو التعليم المسيحي رجالا ونساء يحفظون ويغذون ذكرى الله في حياتهم ويوقظونها في قلوب الآخرين.

      

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يقول إن حضور البطريرك يازجي يحملنا على الصلاة على نية السلام في سورية والشرق الأوسط

بعد الاحتفال بالذبيحة الإلهية تلى البابا فرنسيس ظهر اليوم صلاة التبشير الملائكي مع حشود المؤمنين الذين شاركوا في القداس. قال البابا قبل أن اختتم هذا الاحتفال أود أن أوجه لكم جميعا التحية والشكر على مشاركتكم، لاسيما معلمي التعليم المسيحي القادمين من أنحاء العالم كافة. أود أن أوجه تحية خاصة إلى أخي غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. إن حضوره يحملنا على الصلاة مجددا على نية السلام في سورية والشرق الأوسط. هذا ثم حيا البابا الحجاج القادمين من أسيزي ونيكاراغوا، ولفت إلى احتفال تطويب الكاهن ميروسلاف بوليزيش الذي تم يوم أمس السبت في كرواتيا.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.