مداخلة الكاردينال فيليو أمام المشاركين في مؤتمر لمناسبة اليوم الوطني للسياحة حول موضوع "السياحة والمياه: حماية مستقبلنا المشترك"

ألقى رئيس المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو هذا السبت مداخلة أمام المشاركين في مؤتمر نظمه مجلس أساقفة إيطاليا في مدينة أمالفي لمناسبة اليوم الوطني للسياحة حول موضوع "السياحة والمياه: حماية مستقبلنا المشترك". استهل مداخلته شاكرا أصحاب هذه المبادرة على دعوته للمشاركة في اللقاء ثم أكد أن الاحتفال باليوم الدولي للسياحة الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة يرمي إلى تقييم هذه الظاهرة بأبعادها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، لافتا إلى أن الكرسي الرسولي انضم إلى هذه المبادرة في العام 1980، وهو يعي أيضا البعد الرعوي لظاهرة السياحة.

وقد تم الاحتفال بالمؤتمر العالمي لرعوية السياحة العام الماضي في مدينة كانكون المكسيكية. وقد شدد البابا الفخري بندكتس السادس عشر في رسالته إلى المؤتمرين على ضرورة أن تنير العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية ظاهرة السياحة في عالم اليوم، مع تسليط الضوء على أهمية السياحة الدينية، والدور الذي تضطلع به في مجال الكرازة الجديدة بالإنجيل.

بعدها توقف نيافته عند الرسالة التي بعث بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في هذه المناسبة، وتضمنت إشارة إلى المشاكل البيئية والنقص في المياه وظاهرة التبدل المناخي. ثم تطرق الكاردينال فيليو إلى أهمية المياه بالنسبة لقطاع السياحة التي هي خير ومورد في الوقت نفسه. ومن هذا المنطلق ـ تابع قائلا ـ لا بد من تعزيز سياحة مستدامة تأخذ حماية البيئة في عين الاعتبار، لافتا إلى وجود إنسان من أصل ثلاثة في عالم اليوم يعاني من النقص في الموارد المائية وفقا لمنظمة الأمم المتحدة، كما يوجد مليار شخص حول العالم يفتقرون إلى مياه الشرب، وهذه الظاهرة ستتفاقم في المستقبل القريب نظرا للهدر في المياه والاستخدام غير المسؤول.

وأكد رئيس المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين أن الكنيسة تقوم بواجباتها في هذا الإطار إذ إنها تدعو إلى التعمق في التفكير الخلقي بهذه القضايا كلها وعبر عن ثقته بأن الكنيسة مسؤولة عن حماية الخليقة ويجب أن تمارس مسؤولياتها هذه في الحقل العام كما أكد البابا بندكتس السادس عشر في رسالته العامة "المحبة في الحقيقة".