البابا فرنسيس: لنطلب من الله نعمة عدم الهروب من الصليب

"لنطلب من الله نعمة عدم الهروب من الصليب" هذه هي الصلاة التي رفعها البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان انطلاقًا من نص إنجيل القديس لوقا الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم والذي يعلن فيه يسوع لتلاميذه عن آلامه وموته.

قال يسوع لتلاميذه: "اِجعَلوا أَنتُم هذا الكَلامَ في مَسامِعِكم: إِنَّ ابنَ الإِنسانِ سيُسلَمُ إِلى أَيدي النَّاس"، تابع الأب الأقدس يقول إن كلمات يسوع هذه زرعت الخوف في قلوب التلاميذ لأنهم كانوا يتوقعون للمسيح مسيرة انتصار لذلك "لم يَفهَموا هذا الكلام وكانَ مُغلَقًا علَيهم، فما أَدركوا مَعناه وخافوا أَن يَسأَلوهُ عن ذلك الأَمْر"، لقد فضّلوا ألا يتكلموا بالأمر، فضلوا ألا يفهموا على أن يفهموا حقيقة ما قاله يسوع.

تابع البابا فرنسيس يقول: لقد خافوا من الصليب، حتى بطرس نفسه بعد أن أعلن يسوع عن آلامه وموته، عاتبه قائلاً: "حاش لك يا رب! لن يصيبك هذا!" فقد خاف من الصليب. خاف بطرس وخاف التلاميذ حتى يسوع نفسه خاف من الصليب! خاف يسوع وصارَ عَرَقُه كَقَطَراتِ دَمٍ مُتَخَثِّرٍ تَتَساقَطُ على الأَرض، وسأل الله قائلاً: "يا أَبتِ، إِن شِئْتَ فَاصرِفْ عَنِّي هذِه الكَأس… ولكِن لا مَشيئَتي، بل مَشيئَتُكَ!". فالصليب يخيفنا حتى في عمل البشارة، لكننا نعلم جيّدًا أنه "ليس التلميذُ أفضل من معلمه"، وأنه ما من خلاص دون بذل الدم، وما من عمل رسولي خصب دون الصليب.

أضاف الأب الأقدس يقول: قد يفكر كلّ منا في نفسه قائلاً: وأنا ما هو مصيري؟ كيف سيكون صليبي؟ لا نعلم كيف سيكون لكن كل منا لديه صليبه! لنطلب من الله نعمة عدم الهروب من الصليب لأن إتباع المسيح يقودنا إلى الصليب. أضاف البابا يقول: تعود إلى ذاكرتي كلمات يسوع لبطرس بعد القيامة عند بحيرة طبريّة: يا سمعان ابن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟ إرع خرافي... ويتابع قائلاً: "لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء.ولكن متى شخت فانك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء" وهذا هو الوعد بالصليب.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: عند صليب يسوع وقفت مريم أمه، لنرفع صلاتنا اليوم للعذراء طالبين منها لا أن تنزع منّا الخوف من الصليب بل أن تمنحنا نعمة عدم الهروب منه، فهي قد وقفت عند أقدام صليب ابنها وتعلمنا كيف نقف كلٌّ بالقرب من صليبه.