2013-09-27 14:51:58

البابا فرنسيس: المسيحي لا يهرب من الصليب بل يحمله برجاء وفرح


"المسيحيّ الحقيقي يظهر من خلال قدرته على تحمّل الاهانات بصبر وفرح" هذا ما قاله البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في عظته مترئسًا القداس الإلهي في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وحذّر المؤمنين من "تجربة الرفاهية الروحيّة" التي تمنعنا من محبة المسيح بكل كياننا.

"نعم، ولكن إلى حدٍّ ما" هذا هو خطر الفتور في الحياة الروحيّة وفي إيمان مبني على حسابات وخطوات. استهل البابا فرنسيس عظته انطلاقًا من إنجيل القديس لوقا الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم والذي يسأل فيه يسوع تلاميذه قائلاً: " مَن أَنا في قَولِ الجُموع؟" فيجيبه بطرس: "مسيح الله"، إنه سؤال موجه لكل واحد منا تابع الأب الأقدس يقول، فيسوع يسألنا: "من أنا بالنسبة لك؟" هل أنا نبيٌّ، أم معلم صالح، أم شخص يمنح السلام لقلبك؟ وهذا كلّه صحيح أيضًا، أم أنا شخص يسير معك في حياتك ويساعدك للمضيِّ إلى الأمام؟ هذا صحيح أيضًا، لكن الجواب يبقى ناقصًا: فالروح القدس هو الذي لمس قلب بطرس ليعترف ويقول من هو يسوع حقًّا. إن كان هو المسيح ابن الله الحي فهذا سرّ، وما من أحد يمكنه أن يشرح هذا كلّه. لكن القديس بطرس قد أعلنه! وإن تمكن أحد منا خلال صلاته، بالنظر إلى بيت القربان، أن يقول للرب أنت المسيح ابن الله الحي، أولاً فهو لم يقله من تلقاء نفسه وإنما هو الروح القدس الذي أعلنه من خلاله، وثانيًا ليستعد ليسمع جواب الرب له: "إنها الحقيقة".

تابع البابا فرنسيس يقول يخبرنا الإنجيلي لوقا أن يسوع نهى تلاميذه بشدّة أن يخبروا أحدًا بذلك وأخبرهم عن آلامه وموته وقيامته، بينما نقرأ في إنجيل القديس متى عن ردة فعل القديس بطرس الذي لدى سماعه كلام يسوع هذا قال: "حاش لك يا رب! لن يصيبك هذا!" وكم من المسيحيين يقولون للرب: "لن يصيبك هذا!" وكأنهم يقولون له أتبعك إلى هذا الحد فقط، لا تطلب مني أكثر!

وهذه هي تجربة الرفاهيّة الروحيّة. لدينا كل شيء لكننا نتبع المسيح إلى حدٍّ ما، تمامًا كذلك الشاب الغني الذي أراد إتباع يسوع ولكن إلى حدٍّ ما! تنقصنا مسحة المسيحي تلك التي تجعلنا مسيحيّين حقًا: مسحة الصليب! فيسوع قد واضع نفسه حتى الموت موت الصليب، وهنا نجد حجر الأساس لواقعنا المسيحي: هل أنا مسيحي أبحث عن رفاهيّتي؟ أم أنا مسيحيٌّ يرافق الرب حتى الصليب؟

يبقى الصليب حجر العثرة الذي يُبعد العديد من المسيحيين، جميعنا نريد القيامة والحياة الأبدية، لكننا نرفض درب الألم والصليب فنتذمر من ما يواجهنا من صعوبات ومشاكل تمامًا بعكس ما يطلبه منا يسوع: "فالمسيحي الحقيقي يظهر من خلال قدرته على تحمّل الاهانات بصبر وفرح"، تابع البابا يقول، وهذا هو الخيار "مسيحي الرفاهيّة أم مسيحي الصليب الذي يسير مع يسوع وبالقرب منه".








All the contents on this site are copyrighted ©.