2013-09-20 14:09:53

مقابلة مجلة "شيفيلتا كاتوليكا" التابعة للآباء اليسوعيين مع البابا فرنسيس


في عددها الصادر يوم أمس الخميس نشرت مجلة "شيفيلتا كاتوليكا" التابعة للرهبنة اليسوعية مقابلة أجراها مديرها الأب أنتونيو سبادارو مع البابا فرنسيس خلال ثلاثة لقاءات جمعتهما في بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان في التاسع عشر، الثالث والعشرين والتاسع والعشرين من شهر آب أغسطس الماضي. وقد نُشرت المقابلة بشكل متزامن على صفحات ست عشرة مجلة تابعة للآباء اليسوعيين في أنحاء العالم كافة.

تحدث البابا برغوليو في المقابلة التي تقع في ثلاثين صفحة عن نفسه، وعن الرهبنة اليسوعية التي ينتمي إليها، فضلا عن الدور الواجب أن تضطلع به الكنيسة في عالم اليوم، وحدد أوليات العمل الرعوي. قال الحبر الأعظم عن نفسه إنه "خاطئ نظر إليه الرب"، لفت إلى بعض نواحي طباعه التي سببت له كثيرا من المشاكل في بداية حياته، لاسيما التسرع في اتخاذ القرارات. وأوضح أن تنشئته اليسوعية ساعدته على ممارسة خدمته الكهنوتية والأسقفية بشكل أفضل، وفيما يتعلق بالإصلاحات أكد الحبر الأعظم أن هذا الأمر يتطلب فترة من الوقت كي يتم وضع الأسس اللازمة والضرورية لتبدل حقيقي وفاعل.

وفي معرض حديثه عن الرهبنة اليسوعية أكد البابا فرنسيس أن المحور هو السيد المسيح وكنيسته، مشيرا إلى أن الكاهن اليسوعي يُبقي عينيه موجهة على الدوام صوب الأفق، وهذه هي قوته. أما الكنيسة التي يريدها البابا خورخيه برغوليو فيجب أن تكون "شعب الله المقدس الذي يحركه الإيمان" كما تؤكد وثيقة "نور الأمم" الصادرة عن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. وقال إنه يحلم بكنيسة "أم وراعية" مضيفا أن الكنيسة خصبة، ولا بد أن تكون خصبة وينبغي أن تتمتع على الدوام بالقدرة على شفاء وتضميد الجراح وتحمل الدفء إلى قلوب المؤمنين ويجب أن يتم الانطلاق من الأسفل.

من الأهمية بمكان ـ تابع الحبر الأعظم قائلا ـ أن تُعلن الكنيسة السيد المسيح مخلصا للبشر. ولا بد أن يكون رعاة الكنيسة رجال رحمة، أما الإصلاحات البنوية والتنظيمية فتأتي في المرتبة الثانية! فالإصلاح الأول يجب أن يكون إصلاح السلوك، وينبغي أن يكون الكهنة قادرين على تدفئة قلوب الأشخاص، وعلى السير معهم في الظلمات ويجب أن يعرفوا كيف يتحاوروا معهم. شعب الله يريد رعاة لا موظفي دولة.

وفي رد على سؤال الأب سبادارو بشأن المطلقين المتزوجين من جديد ومثليي الجنس، قال البابا فرنسيس إن الله يرافق الأشخاص مدى الحياة، ولا بد بالتالي أن نرافقهم نحن أيضا انطلاقا من الأوضاع التي يعيشونها. ويجب أن نرافقهم برحمة. بعدها سطر الحبر الأعظم ضرورة البحث عن توازن جديد داخل الكنيسة كي لا ينهار البناء الخلقي كقصر من ورق، وكي لا تفقد الكنيسة نضارة الإنجيل وعطره!

أما فيما يتعلق بدور المرأة في الكنيسة فشدد البابا على أهمية لاهوت المرأة، مشيرا إلى أهمية الدور الذي تضطلع به المرأة في الأماكن التي تُتخذ فيها القرارات الهامة. ورأى أن التحدي المطروح اليوم أمامنا يكمن في التفكير بمكانة المرأة حتى في البيئات التي تمارس فيها الكنيسة سلطتها.

في ختام حديثه لمجلة شيفيلتا كاتوليكا دعا البابا المسيحي إلى عدم الانغلاق في الماضي الذي يحمل الشلل للإنسان. وقال: لا بد أن يساعدنا التقليد والذاكرة ـ اللذين هما جزء من الماضي ـ على فتح فسحات جديدة لله، كي لا يتحول الإيمان إلى مجرد أيديولوجية. وأكد أن الله موجود في حياة كل كائن بشري، حتى عندما تكون حياة الإنسان عبارة عن أرض تغطيها الأشواك. فهناك دائما فسحة تنمو فيها البذور الطيبة ومن هذا المنطلق لا بد أن نضع ثقتنا التامة بالله.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.